تصريحات العطا ضد الإمارات.. كاسات أم طموحات ؟

0 82
كتب: ذوالنون سليمان
.
طيبعة المكان -مبني المخابرات العامة- قد يكشف السر وراء خطاب ياسر العطا العدائي ضد دولة الامارات المتحدة وتشاد ويوغندا , وتهديده “الطفولي” باستهداف نظام حكمهم وأمنهم , للوهلة الاولي يبدو الخطاب متوافق مع تصريحاته السابقة عندما كان محاصرا في المهندسين , أشهرها كانت ضد قوي الحرية والتغيير والجيش الكيني والقبائل العربية في غرب السودان , متقمصا شخصية الجنرال الشرير أمام الجنرال الطيب “البرهان” في طريقة إدارتهم المشتركة للحرب , وتقسيمهم للأدوار بما يتوافق مع مصالحهم , ولكن , هذا الخطاب يختلف عنهم , ليس في أهدافه فقط ، بل في الأزمة أيضاً ، فهو بداية لتحولات في الحرب ومؤشر لتغيرات قادمة في قيادة الجيش . فلقاء ياسر العطا بقيادات العمل الامني ليس ارتجالي “وليد اللحظة ” بل مخطط له , عبر اختيارهم المكان بكل رمزيته السياسية ” مباني جهاز المخابرات العامة” والتي أصبحت معقل الجهاز الخاص -الجناح العسكري للإسلاميين- الذي يدير الحرب و يتحكم في مسار العملية السياسية , واختيارهم التوقيت المتزامن لزيارات البرهان الأخيرة لكينيا وإثيوبيا وجيبوتي وقبوله بمبادرة الايقاد وقمتها المقبلة حول السودان , ولقاءاته المتكررة مع دكتور عبد الله حمدوك وتواصله مع قوي الحرية والتغيير . واختيارهم الامارات بوصفها العدو التقليدي للإسلام السياسي وتصنيفهم لها كراعية لمشروع إبعاد الإسلاميين عن السلطة في السودان والاقليم . علي هذا النحو , يمكن قراءة تصريحات ياسر العطا في إطار الصراع الداخلي بين تيارات التسوية السياسية والحسم العسكري داخل قيادة الجيش والإسلاميين , وان تصريحات عضو المجلس السيادي الانتقالي ومساعد القائد العام ضد دولة الإمارات – بكل دلالاتها وعواقبها- مبايعة علنية لتيار الإسلاميين داخل المؤسسة العسكرية أساسها عدم التضحية بهم مقابل تحقيق طموحاته “التي لا تخفي “في القيادة والحكم , وأن اللقاء والترويج الإعلامي الكبير له رسالة إسلامية علنية للبرهان المشكوك في تحركاته وولاءه من قبل -الجهاز الخاص- الذي ينشط لإجهاض مبادرة الايقاد ومنبر جدة وأديس أبابا ، اللذان لا يتوافقان مع مصالحهم السياسية والعسكرية, لهذا , يجب عدم الاستخفاف بتصريحات الجنرال ياسر العطا ووضعها في خانة “الكاسات” فهي قد تعبرعن خلاف حقيقي داخل القيادة -بطرفيها-حول تصوراتهم لمسارات الحرب الدائرة بين خياري الحل السياسي المفضي لواقع عسكري وسياسي جديد أم الحسم العسكري المحافظ علي وضعية المؤسسات العسكرية والاقتصادية والسياسية تحت هيمنة منظومة الإسلاميين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.