مجلس الأمن الدولي ينهي ولاية بعثة الأمم المتحدة في السودان
السودان نت ــ وكالآت
أنهى مجلس الأمن الدولي الجمعة ولاية بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان “يونتاميس”،اعتبارا من 3 ديسمبر الجاري، بتصويت 14 من أعضائه وامتناع روسيا عن التصويت.
ووافق الأعضاء على مشروع القرار المقدم من بريطانيا والذي حمل الرقم 2715، بعد مداولات واسعة استمرت لأيام شملت البعثة السودانية والأعضاء الدائمين وغير الدائمين، استنادا على طلب الحكومة السودانية في 16 نوفمبر الجاري بالإنهاء الفوري لمهام البعثة.
وبموجب القرار ستوقف البعثة عملياتها في السودان اعتبارا من 4 ديسمبر الجاري على ان تنقل مهامها الى وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها، وتكمل ذات المهمة بحلول 29 فبراير 2024 لتبدأ إجراءات تصفية البعثة مطلع مارس من العام المقبل.
ودعا القرار الأطراف السودانية ذات الصلة للتعاون الكامل مع الأمم المتحدة خلال الفترة انتقال وتصفية يونتاميس.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك أكد استلام الأمم المتحدة خطابا من الحكومة السودانية “يعلن قرار الحكومة إنهاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتقديم المساعدة في الفترة الانتقالية (يونيتامس) على الفور”.
وقال دوجاريك إن الحكومة السودانية “أعلنت أيضا التزامها بالانخراط بشكل بناء مع مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة بشأن صيغة جديدة متفق عليها”.
وأكد القرار أهمية وكالات الأمم المتحدة وصناديقها وبرامجها، وشدد على ضرورة أن تتم عملية انتقال وتصفية بعثة يونيتامس بشكل منظم من أجل ضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة والأداء الفعال لجميع عمليات الأمم المتحدة، بما في ذلك المساعدة الإنسانية والإنمائية.
والتزم ممثل السودان دفع الله الحاج علي خلال كلمته أمام المجلس بعد التصويت على القرار بالتعاون مع الأمم المتحدة التي سيتولى مكتبها القطري في السودان مهام البعثة، كما أكد على استمرار الارتباط مع المنظمة الدولية بالتعاون مع المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة رمضان العمامرة.
وأضاف “السودان يجدد الالتزام بالتعاون مع الأمم المتحدة لتصفية البعثة وتسهيل خروج منسوبيها وعتادها كما نؤكد الالتزام باتفاق امتيازات وحصانات موظفي الأمم المتحدة للعام 1946”.
ولفت الى توجيهات أصدرها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان للجنة الحكومية العليا المسؤولة عن التعامل مع الأمم المتحدة لتسهيل كل الإجراءات الخاصة بإيصال المساعدات.
وتحدث الدبلوماسي السوداني عن تواصل العمل الحكومي والتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “اوتشا” فيما يخص إيصال الإغاثة التي قال انها تأتي على راس الأوليات ضمن وقف الحرب.
وشدد على التزام السلطات بإيصال المساعدات من بورتسودان الى كل انحاء البلاد في اعقاب إعاقة قوات الدعم السريع للمسار العابر من تشاد الى دارفور
وقال الحاج إن القيادة العليا في السودان تعمل على وقف الحرب واكمال عملية الانتقال بإحياء العملية السياسية بما يفضي الى انتخابات عامة تشارك فيها كل الأطياف السياسية لتسلم السلطة الى حكومة منتخبة.
وازجى بالشكر لأعضاء مجلس الأمن لتجاوبهم مع طلب الخرطوم الداعي لانهاء تفويض بعثة الأمم المتحدة والتعامل الإيجابي مع الرؤية التي طرحتها الحكومة.
ولفت المندوب السوداني الى أن بلاده تخوض حربا دفاعية في مواجهة مليشيا متمردة قال انها عابرة للحدود وتسعى لتغيير ديموغرافي في السودان، قائلا إنها حشدت المرتزقة من دول شتى لزعزعة السودان واستقرار الإقليم وارتكبت جرائم وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي والإنساني.
وأضاف ” لذلك يحتاج السودان لدعم مجلس الامن وتفهم الظروف الاستثنائية القاهرة التي يمر بها”.
وطالب مجلس الامن كذلك بدعوة الأطراف والدول التي تقدم الدعم لقوات الدعم السريع بالكف عن التدخل في شؤون السودان الداخلية.
وتأسست يونيتامس في عام 2020 بناءً على طلب رئيس وزراء الحكومة الانتقالية وقتها عبد الله حمدوك وفقا للبند السادس، بهدف مساعدة السودان على الانتقال الديمقراطي، وتحقيق السلام والمساعدة في التنمية.
لكن بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي نفذه العسكريون في مجلس السيادة على حكومة عبد الله حمدوك، اتسعت الحملة المضادة للبعثة وجرى اتهامها بمخالفة التفويض والاهتمام بقضايا سياسية.
ونظم أنصار النظام السابق احتجاجات تطالب بطرد البعثة وانهاء تفويضها، كما لوح رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بطرد رئيسها فولكر بيرتس ما لم يلتزم بالتفويض.