**اجتماع اديس ابابا**
**خطوة نحو تراجع البندقية وتقدم السياسة**
كتب: ياسر عرمان
.
لم أخشى على بلادي منذ التحاقي بالعمل السياسي المنظم في ١٣ يونيو ١٩٧٨ كما أخشى عليها اليوم فهي تنزلق رويداً رويداً نحو حرب إثنية ومجتمعية شديدة الخطر وعظيمة الأثر ويومياً يتصاعد خطاب الكراهية الركن المعنوي لجرائم الحرب والإبادة وتدق الأسافين في الوجدان الوطني المشترك وينتظم قليل من الناس في القتل على أساس الهوية الاثنية والجغرافية والذي جرى عملياً تنفيذه في بعض أجزاء بلادنا، على هذه الخلفية يأتي اجتماع اديس ابابا.
اجتماع اديس ابابا والإعلان الذي سيتمخض عنه يعد الاجتماع الأول والأشمل والأوسع بين قوى سياسية ومدنية سودانية مع الفريق أول محمد حمدان قائد الدعم السريع وزملائه سيما انه قد انقطع عن اللقاءات السياسية مع قوى المجتمع المدني والسياسي منذ ١٤ أبريل ٢٠٢٣.
الاجتماع بداية جيدة لعامنا الجديد في طريق شاق ومعقد وبداية لتراجع خطاب البندقية وسيادة حوار السياسة في مربع السلام وضد الحرب. تناول الاجتماع من جانبنا وقف الحرب والقضايا الانسانية وانتهاكات حقوق الإنسان وحماية المدنيين وتأسيس الدولة واكمال مهام الثورة وبناء قوات مسلحة مهنية وقومية وإنجاح ااجتماع جيبوتي بين قائدي الجيش والدعم السريع لوقف الحرب ونشدد على ضرورة مشاركة قوى الثورة المدنية وحكومتها المنقلب عليها. وقد كان رد قيادة الدعم السريع ايجابي وسينعكس في اعلان اديس ابابا ويجب ان ينعكس في الارض والأفعال.
قيادة القوات المسلحة واجتماع جيبوتي:-
أولاً للجيش وقادته تحية طيبة وعام أطيب ووطن معافى من الحروب بأذن الله الواحد الاحد.
هنالك محاولات واسعة لتشويش قيادة القوات المسلحة من منصات الفلول وبعض ضباط الجيش المنتمين لهم، بغض النظر عن تلك الانتماءات فان القوات المسلحة تستحق أفضل من ذلك وان يتوجه قائدها للحوار في جيبوتي مع قائد الدعم السريع بذهن صافي وعزيمة أكيدة، فالقوات المسلحة تحتاج للحوار اليوم أكثر من اي وقت مضى وكذلك بلادنا وشعبنا. الحوار فرصة لبناء وطن جديد وبناء قوات مسلحة مليئة بالمهنية وخالية من السياسة.
ان الدماء والدمار الذي يلحقه الطرفان ببعضهم البعض وبالوطن، خسارة وطنية كبرى فالموارد البشرية المهدرة عزيزة على بلادنا وعلى الله وعلى الوطن، وملايين النازحين واللاجئين من بنات وأبناء شعبنا وأطفالهم وأسرهم وصمة عار في جبيننا الوطني فالتصمت البنادق وليبدأ الحوار بذهن مرتب وافكار جديدة.
ان الحرب أولها كلام وآخرها كلام والواجب الوطني والانساني يملي على قائدي الجيش والدعم السريع ابتلاع المرارات والتقدم نحو الحوار بارادة صلبة ومسنودين برغبة وطنية وشعبية كاسحة في السلام وليكن السلام عملتنا الوحيدة، ولتموت المرارات ولتحيا أمة وليكن السلام لغتنا الوحيدة فبلادنا على شفا الانهيار.
نذكر قادة الجيش ان عام ٢٠٢٤ هو مرور (١٠٠) عام على ثورة ١٩٢٤ التي قادها القائد الوطني والملازم أول علي عبد اللطيف الذي وحد أفئدة المدنيين والعسكريين ولتكن هدية الجيش في هذه الذكرى هي السلام لشعبنا وتحقيق استقلالنا الثاني بتأسيس الدولة وبناء الوطن الجديد.
إلى الفلول:-
يصعب علي نسيانكم فيمكن أن نغفر ولكننا لا ننسى، نتمنى لكم في هذا العام الجديد أن يلهمكم الله الحكمة والاتعاظ من تجارب الماضي، وكل عام جديد وانتم على طريق الهداية، وبمناسبة لقاء اديس ابابا، أود أن أتبرع لكم ببعض المعلومات المجانية علها تفيدكم، في اديس ابابا لم نلتقي (بالبعاتي) ولم نحتاج المتر لقياس الطول أو الذكاء الاصطناعي ولم نلتقي بروبوت بل التقينا بالفريق أول محمد حمدان دقلو في صحة وذاكرة جيدة، تذكر اسمائنا جميعاً وبعض اسمائكم كذلك، ان كانت هنالك نصحية أخوية أو غير أخوية اتركوا الهذيان وتفاؤلوا بالسلام تجدونه ولعن الله الحرب ولعن الله الفتنة ومن أيقظها.
المجد للسودان حراً طويل الباع باتحاد بناته وابنائه الراغبين في تأسيس وطن جديد، والثورة ابقى من الحرب.
٢ يناير
اديس ابابا