تحري الدقة فى نقل الاخبار أمانة أخلاقية قبل أن تكون مسؤولية مهنية
كتب: د. بكري الجاك
.
هنالك كلام منقول عنى فى موقع قناة الحدث و تم تداوله بشكل واسع فى كل الوسائط مفاده اننى قلت ان قائد قوات الدعم السريع ابلغنا خلال اللقاء الذي تم بين قوات الدعم السريع و تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” انه قال ” ان الحرب لا يمكن ان تتوقف الا بتدخل دولى”
اولا حديثى جاء فى ندوة لقيادات تقدم مع السودانيين فى كمبالا يوم ٧ يناير وهى مسجلة و موجودة هنا فى صفحتى و كنت قد نقلتها لايف و حديثى يبدا بعد الدقيقة ٥٥، و فى حقيقة الأمر انا لم أقل أن قائد الدعم السريع ابلغنا بأن الحرب لا تتوقف الا بتدخل دولى بل قلت أنه ( اي قائد الدعم السريع) على قناعة أن الجيش و من خلفه الاسلاميين سوف لن يوقعوا على سلام دون حصار دبلوماسي دولى او هزيمة عسكرية، و من عندي قلت ( كتحليل) أن الهزيمة العسكرية للاسلاميين تعنى انتقال الحرب إلى شرق السودان حيث البرهان و رهطه، و اضفت فى تحليل من عندي أن ذلك سيدفع دولا فى المنطقة الى الدخول فى الحرب بشكل مباشر بدلا من حرب الوكالة. أين هى الدعوة للتدخل الدولى الذي قيل اننى تحدثت عنها نقلا عن قائد الدعم السريع فى هذا الحديث؟
و هذا منى للتوضيح و اتمنى من الأخوات و الاخوة الصحفيين تحري الدقة و المهنية، من حيث الامانة المهنية على ناقل الخبر أن يراجعه مع المصدر للتأكد أن هذا ما قيل و أن يستأذن المصدر قبل النشر و بما أن الحديث كان فى ندوة عامة و مفتوحة فلا ادري دوافع التضليل.
اما محاولة التزييف و تضليل الرأي العام بتقويل الناس ما لا يقولون لخدمة اهداف سياسية فهذا لعمري لا يقدم ماهو مفيد للشعب السودانى النازح المشرد الجائع المكلوم و هذا اصبح امر رائج و محزن.
على العاقلين فى القوات المسلحة و الاسلاميين من خلفهم تجنيب البلاد مزيدا من الموت و الخراب و الدمار و قبول للدعوة التى قدمها د عبد الله حمدوك رئيس “تقدم” للجلوس للبحث عن حلول سياسية متفاوض عليها او حتى الجلوس مع قوات الدعم السريع بشكل مباشر من أجل الوصول لوقف كامل للعدائيات دون شروط كما ورد فى اعلان اديس.
استمرار هذه الحرب وفق الحشد الاثني و العرقي سيقود إلى مذابح اهلية و تحويل الضحايا الى جناة وخلق محرقة لما تبقى من الوطن، و المؤكد أن هذا سوف لن يتوقف فى السودان بل سيؤثر على الاقليم برمته. ليس من العقل تدمير كل الوطن و قتل جميع الناس فقط من اجل طموح سلطوي لحفنة من فاقدي الضمير و الواعز الاخلاقى و الحس الانساني السليم، انين المغتصبات و بكاء المكلومين و دعوات الضعفاء ستلاحقكم إلى قبوركم، فهل لكم ان توقفوا هذا الخراب الوطنى العظيم؛ فربما هذه آخر الفرص.
بكري الجاك
٨ يناير ٢٠٢٤