مطالب الشعب أوامر

0 89
كتب: كمال كرار
.
قالت لجان المقاومة كلمتها في المؤتمر الاقتصادي وهتفت (لا لرفع الدعم)، ومن قبل ذلك حاول البعض منعها من دخول القاعة الرئيسية لكن أعضاء اللجان وباصرارهم دخلوا، وسجلوا موقفهم الذي سمعه الذين كانوا بالداخل، أو نقلته الأسافير والقنوات للخارج .
ومن مآثر ثورة ديسمبر أن اللجان حارسة الثورة لم (تنعس)،ولا وضعت سلاحها إثناء المعركة، بل تظل يقظة ومقاتلة حتى لا ينحرف البعض بالثورة، وهذه اللجان فيما يتعلق بالاقتصاد رأت الإنحراف وسوء المنقلب، فطريق رفع الأسعار وتعويم الجنيه، منذ بداية هذا العام صنع هذه الأزمة العميقة في الاقتصاد .. وقل لي ماذا يكسب صندوق النقد من شروطه العجيبة،وماذا يخسر السودان !!
يقولون لسدنتهم ارفعوا أسعار المحروقات فأنتم تدعمونها، ولن نعطيكم القروض طالما كنتم كذلك، فيرفعون سعر الجازولين والبنزين، وترتفع أسعار النقل بأضعاف الزيادة، كذلك تزداد تكلفة الحراتة والحصاد، والدقاقة، طالما كانت هذه الآليات تعمل بالبترول، فترتفع تكاليف الزراعة، وترفع سعر تكلفة المحاصيل، لكن السماسرة يعرضون أسعارا أقل بعد الحصاد، والسوق محتكر، ويبيع المزارع بالخسارة، ويهجر الأرض، ويأتي مستثمر أجنبي ليستلم الأرض خالية من الموانع، فيزرع البرسيم لفائدة حيوانات الخليج، وينتهي المطاف بالمزارع السوداني في طبلية بناصية سوق العشرة.
وتحطيم الزراعة يجعل السودان يتسول الغذاء من الخارج، ومن يعطونه الغذاء يفرضون عليه الشروط السياسية، فيطير (زيد) إلي يوغندا ليقابل نتنياهو، ويطير عبيد إلي واشنطون لتقديم فروض الولاء والطاعة.
وارتفاع أسعار المحروقات يهزم الصناعة الوطنية بنفس القدر، والحل في زيادة الواردات، فيرتفع عجز الميزان التجاري، والدولار في السوق الأسود، وينهار الجنيه، ويأتي الصندوق مرة اخرى ليطالبك برفع الدعم وتعويم الجنيه، فترتفع الأسعار، وتنخفض الدخول، ويزداد الفقراء فقراً والأغنياء غنى، وطالما انتهت الصناعة، فالمنتجات السودانية تذهب للخارج في شكل مواد خام، وبأرخص الأسعار، والخاسر الاقتصاد السوداني.
وهل يهتم الصندوق الدولي بالزراعة، اوالصناعة أو التوظيف، أو التنمية ؟ كلا بل يقف موقف العداء منها.
خلال هذا العام 2020 فعلت الموازنة مالم يفعله النجار في الخشب، زادت المحروقات بنسبة 400%، وسعر الرغيفة صار 15 جنيها في البقالات، بدلا عن 2 جنيه بنسبة زيادة 650%، والتضخم بالرسمي 166% وبالحقيقي 300%، وأسعار المواصلات زادت300%، وأسعار السلع في المتوسط زادت بنحو 500%، والدولار من 84 جنيها، إلي 240 بنسبة زيادة 186%، والآن الصفوف تمتد في طرمبات البنزين وفي الأفران .. ومن المسؤول ؟ من وضع الموازنة ..وكيف وضعت ؟ ذاك أمر نقوله لاحقا، ولكنها صنعت بأقلام أمريكية .
ومن بعد ما حدث ..يريد البعض تحطيم ما تبقى من الاقتصاد، وسرقة ما تبقى من الذهب، ولكل هذا هتفت لجان المقاومة أمام رئيس الوزراء (الحل في البل)، ورفعت اللافتات تطالب بتعديل هذه السياسات المدمرة ..
ومن نافلة القول أن مطالب الشعب اوامر، ومن لم يفهم كلام قاعة الصداقة، فسيفهم كلام الشارع …
صنع الشعب ثورته بالدماء من أجل الحياة الكريمة، وليس من أجل (التبعية)، وإعادة إنتاج إرث النظام المباد ..
وأي كوز مالو ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.