السودان في الطريق الصحيح
يعيش السودان هذه الأيام لحظة فارقة من تاريخه، فبعد توقيع اتفاق سلام في جوبا بهدف إنهاء سنوات من الصراعات المسلحة، ها هو اليوم يتجه إلى إنهاء أكبر عقبة أمام الإصلاحات الاقتصادية، وهي توجه أمريكا لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فهو إنجاز كبير يضع نهاية لواحدة من أكثر تركات النظام السابق الذي خلق دماراً وخراباً للاقتصاد في هذا البلد وضياعاً لفرص التنمية فيه، إضافة إلى عزلة دولية بضمور الاستثمارات الأجنبية في السودان.
الانفراج الحالي في السودان يدعو للتفاؤل بمستقبل أفضل لهذا البلد، فهذا الإنجاز ظل يترقبه الشعب السوداني منذ نجاح ثورته الظافرة وإسقاطه لنظام البشير، لاسيما وأن الحكومة الجديدة ورثت تركة مثقلة بالتعقيدات مع تدهور مريع في القطاع الاقتصادي صعب من عملية الإصلاح، لكن رفع العقوبات الأمريكية أزال حبلاً ملتفّاً على رقبة الاقتصاد السوداني، وعلى حياة المواطنين، حيث سيفتح أمام هذا البلد أبواب مرحلة جديدة في تعامله مع المجتمع الدولي بإنهاء العزلة وإنهاء معاناة الشعب السوداني الذي أرهقته حالة الاقتصاد المتردية.
السودان سيخرج من دوامة الفقر تدريجياً بعد إنهاء العقوبات الأمريكية التي فُرضت على النظام السابق، وهو ما سيسمح بدمج الاقتصاد السوداني وجهازالدولة المصرفي في الاقتصاد العالمي وتدفق النقد والاستثمارات الأجنبية للبلاد.
ولكن أمام الحكومة الانتقالية تحديات عديدة أهمها استرجاع ثقة المجتمع الدولي بتحقيق السلام وإجراء مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية الأساسية، وتشمل زيادة الشفافية في القطاع المصرفي، وتحسين سجل حقوق الإنسان، ومعالجة الملفات المتراكمة، التي ربما كانت معالجتها صعبة نسبياً في ظل الحصار، بما يشجع الدول على فتح باب الاستثمارات والتخفيف من عبء الديون. فالسودان بالتأكيد لن يضيع هذه الفرصة، وسيثبت للعالم أنه في الطريق الصحيح.