بطرف مجلس السيادة..أفيدونا..!

0 80
كتب: د. مرتضى الغالي
.

أين أعضاء مجلس السيادة..؟ لدينا (شك معقول) في أن المجلس يعمل بصورة مؤسسية.. مع إن الوجوب فيه أن يكون مثل كل مجالس الدنيا يعمل بعضوية متوازية ومتساوية الواجبات والصلاحيات لأنه في مثل هذه الهيئات لا يستطيع رئيس المجلس أن يبرم أمراً أو ينقضه بغير موافقة أعضائه.. فليس في الوثيقة الدستورية ولوائح تأسيسه ما يمنح رئيسه (ميزة إضافية) تجعله رئيساُ تنفيذياً للدولة (بمكنة رئيس جمهورية رئاسية) يبرم وينقض وحده..! ونرجو إذا كان حديثنا هذا خطأ إعلامنا بذلك.. ونحن ننتظر التصويب والتصحيح حتى نهرب إلى الاعتذار الصريح..ونسحب حديثنا هذا وكأنه لم يكن ولا نترك خلفنا غير الطمأنينة وراحة البال..! بل نمضي ونقول إن الوثيقة الدستورية لم تحدد (نائباً لرئيس المجلس) بصلاحيات مجهولة أو معلومة تجعله له ميّزة خاصة.. ولكن ربما سكتت إطراف السلطة الانتقالية على (اختلاق) هذا المنصب من باب تمرير الأمر (وابتلاعه على مضض) بحجة عدم  تعكير الأجواء ومن باب (الصبر على المكاره) والوصول بالفترة الانتقالية إلى بر السلام بالنظر إلي الواقع الناشز الذي صنعته الإنقاذ المشؤومة بشق القوات النظامية وتقنينها لأجسام عسكرية خارج الجيش الوطني ..!

لا يمكن أن يكون لمجلس السيادة الذي حددت الوثيقة الدستورية صلاحياته ممارسات سياسية وتنفيذية (من العيار الثقيل) في السياسة الداخلية والخارجية..وهي من صميم أعمال الحكومة المدنية.. وهذا لا يعني أننا نتجاهل ضرورات التنسيق والمواءمة والتشاور بين مؤسسات السلطة الانتقالية.. ولكن هذا لا يعني في ذات الوقت التغوّل الكبير على صلاحيات مكوّنات السلطة الانتقالية بما يشبه محاولات الاستحواذ والاستباق وبناء (مراكز قوى) فهذا يناقض الوثيقة الدستورية نصاً وروحاً.. بل يناقض (بالدرب العديل) مبادئ وشعارات ومطالبات ثورة ديسمبر التي اشتعلت لتهدم المعادلات القديمة البالية للتِركة الإنقاذية التي لا يمكن القبول باستمرارها تحت أي مسمى ..!

من حق أعضاء مجلس السيادة أن يمارسوا ما منحتهم له الثورة التي جاءت بهم، ولا يمكن إلا أن يكونوا في قلب المسؤولية في كل ما يتم إعلانه أو فعله من جانب رئيس المجلس أو ما يُسمى (نائب الرئيس).. فهذا هو قسَم توليهم مناصبهم كأعضاء في مجلس سيادي نيابة عن شعب السودان.. ولا يمكن أن يقتصر دورهم على المقابلات الاجتماعية وتدشين بعض المحافل والمبادرات ..هذه مطلوبة وجيدة.. ولكن يجب أن يتضح دورهم في ما يخرج عن رئاسة المجلس من (أمور عُظمى).. وهم مسؤولون عن كل ما يصدر باسم المجلس لأن أي تصريح أو فعل يصدر من رئيس المجلس ونائبه يصدر عنهما بحكم المنصب وليس بصفتهما الشخصية….فلماذا لا نحس بوجود عضوية المجلس في ما يصدر من رئاسته؟ وهل هناك شخص اكبر من أن يحاسبه مجلسه؟ أو أن يطالبه بأخذ رأي العضوية في أي فعل أو قرار يصدر باسم المجلس..؟! هل هذا الكلام معقول؟ وهل يؤكد لنا أعضاء مجلس السيادة أنهم فعلاً يمارسون واجبات عضويتهم بالكامل..؟! وهل هم شركاء في كل ما يصدر من رئاسة المجلس من أفعال وقرارات أم أنهم يتلقون التنوير بعد اتخاذها على طريقة نهج مخلوع الإنقاذ..! هذا هو ما نراه في أوضاع مجلس السيادة.. فقد أصبح رئيسه ونائبه يتصرفان بصلاحيات واسعة خارج نطاق المجلس وخارج نطاق الحكومة ومن حق الناس أن يتساءلوا عن مصدر هذه الصلاحيات ..فما رأى أعضاء مجلس السيادة الموقرين في هذا القفز بالزانة..؟!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.