هل الوفد الحكومى كومبـارس فى مسرحيـة؟
كتب: آدْمُ أجْــــــــــــــرَىْ
.
بالنظر إلى منظومته التى أتت به، لا يحق لمن لا يتفق مع الفريق أول شمس الدين كباشى يبدد زعله، هو ببساطة لا يمثل إلا فئة كيفت نفسها فى دولة ثيوقراطية تعود إلى عصر ما قبل تكنولوجيا البخار، وأياً كانت هوية ذلك التيار ومنطلقه، فإن إعلان المبادئ والإنفتاح بين من يخططون لرسم مصير مشترك، أفضل من هذه التكتيكات التى تهدم جسور الثقة وتشكك فى مصداقية المفاوض الحكومى، إن كان ثمة موقف لدى هذا الوفد، يفترض أن يكون معلناً موضوعاً فوق الطاولة مقروءاً فى الفضاء العام كما يفعل الطرف الآخر، أن يطرح للملأ، وفى هذه الورشة – وفى أى ورشة- يناقش بحضور الكباشى أو فى غيابه، ونثق فى أن أعضاء وفده قادرين على إنجاز ذلك أو هكذا ينبغى عليهم أن يكونوا. لكنهم لم يعلنوا عن موقف مضاد ولا تحفظاً على المخرجات حتى ساعة الإعلان عنها، قبل تدخل الكباشى للإطاحة بها.
من بين ثنايا هذا الحدث الفريد يمكن قرآءة الكثير، على رأسها أن حكومة قحت شكلت وفداً مفتقراً للإنسجام، وأن عضواً واحداً بيده حق الفيتو قادر على إخراس الجميع. وبالتالى لن يكونوا أكثر من عناصر إغراق تشغل مقاعد لا يستحقها، وأن الأكرم لهم وضع الحد لتبديد وقتهم ووقت الوسطاء والمال الذى ينفق عليهم مقابل لعبهم دور كومبارس فى مسرحيات التضليل.. عليهم صراحة ترك كل شيئ لمن يملك كل شيى.
رغم إطناب الناطق الرسمى الحكومى فى مدح الورشة ومخرجاتها، فإن عمار أموم الذى يتمتع بخبرة ممتدة فى التفاوض مع وفود المؤتمر الوطنى، بدا زاهداً عن الاسترسال، غير واثق فيمن جالسهم، فأتت كلمته مقتضبة تمنى فيها البناء فوق مخرجات هذه الورشة، وإكتفى…
أيها السادة والسيدات، تذكيراً لكم بكالحات الليالى، فإن وفود البشير طوال فترة حكم الإسلامويين، ظلت تفاوض حركات الكفاح المسلح من أجل تعويق السلام، والتبضع بصفقات تمدد عمر نظامهم وبكل ما يفارق تطلعات الشعب ويزيده قهراً. من سوء حظكم أن نفس التقنية مازالت تعمل، من السهولة عقد سلام مع إسرائيل، ومع أى شيطان على وجه الأرض، لكن مع كاودا أو جبل مرة فإن نجوم السماء أقرب منهما، والتاريخ يعيد نفسه فى دوامة لا تعرف لها بداية ولا نهاية..