المهديـــــــة والإستماتـــــــة فى التزييـــــــف!

0 96
كتب: آدْمُ أجْــــــــــــــرَىْ
.
الصورة الشهيرة للمهدى السودانى لا تعود إليه، إنما تخص مغربياً إسمه: محمد بن عبدالله بن تومرت، سرقت منه من قديمة الأزمان، والسبق يعود إلى الرفيق: عمار نجم الدين الذى إكتشف الخدعة وأعلن عنها.
خطيب منبر المهدية إتهم دكتور القراى، بإسقاط تاريخ الجهادية من المنهج مع إطلاق عبارات الإستنكار سيولاً، ثم إصطدم بمصداقيته التى لا تهتز، حيث أكد أن إدارة المناهج قررت شطب فصول محددة، حرصاً منها على تمليك الحقائق للتلاميذ والنأى بهم عن الزيف. ولو تعلمون فإنها صفعات معلم أتى بباطن الكف وظاهره.
الأستاذة تراجى مصطفى أخرجت الكثير من الكواليس، وإلى اليوم لم يتصدى أحد لتفنيد ما ذهبت إليه، ولا إلى تكذيب عمار نجم الدين، ولا صدر تعقيب على بيان المعلم كى يؤكد كذبه. لدينا قضايا تاريخية حقيقية نترافع عنها، والسؤال الذى يُطرح فى هذه المناسبة: ما حجم الزيف الذى أحاط بتاريخ هذه الحركة وحجم الحقائق التى أخفيت عنها، علماً بأن الذى ظل يُدرس لعشرات السنين، لم يشر أبداً إلى أخبار الفتاوى المتعددة التى أصدرها رجال الدين فى زمانها، وصفوا صاحبها بالمتمهدى – المدعى المهدية – ولا تهمنا من قريب أو بعيد صحة الإدعاء أو عدمها، إلا أن تلك الأصوات كانت جزءاً من التاريخ المخفى. لا شأن لنا بالجدل حول برمكيته العراقية، بقدر ما تهمنا أخبار الملاسنات التى إنتهت إلى الغدر بالمك: آدم أم دبالو بعد الإستحواذ على جيشه، والهجمات التى شنت ضد شباب جبال النوبة، لإرغامهم على إعتناق المهدية -شيئ لا يعرفونه-وحمل السلاح للدفاع عنها بالروح، ثم تسعير حملة تجارة الرقيق وتوسعة قاعدتها كى تتمدد شمالاً وجنوباً. نتسآءل أحياناً عن الكيفية التى تم بها التعامل مع معضلة خروج المهدى على الخليفة الإسلاموى العثمانى لأجل تأسيس خلافة أخرى!. والمزيد من المتناقضات تعرفونها حتماً. أما المستثمرون فى هذه المنظومة، الدائمو الوجود فى مطبخ المناهج، الذين درجوا على إضافة المزيد البهارات والماء على طعام لم يستسغ يوماً، فإن دوافع قلقهم مفهومة، وقد صدق الكيزان عندما أعلنوا بكل فخر أن الإنقاذ إمتداد للثورة المهدية. حقاً.. نفس الإستثمار، نفس الجموح المتهور نحو المهالك، المفضى إلى فقر الدولة وهوانها بين الأمم. أما ما يراه الجميع، ويرونه الآن، فإنه المستنقع الآخذ فى النضوب، الذى يتطلب ممن يعيشون فيه الإنصراف عنه لتجربة شيئ آخر. غردون باشا الذى قامت المهدية بترميزه شيطاناً أكبر فى محاولة منها لمواراة إنتهاكاتها الجسيمة وإخفاقاتها الكبرى، فإن رواية لعنة الحكمدار الصادرة حديثاً، ذهبت إلى قرآءة مختلفة لسيرته المطموسة. هكذا، ففى عصر العرى الذى تتكشف فيه ظهور تجار الدين، وما فى بطونهم مهما وُثقت حبائلها، لن تظل المناهج المدرسية، ولا راديو أمدرمان، ولا منابر الخطابة الكيزانية، مصادر حصرية للمعلومات إن لم تكن أضعفها على الإطلاق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.