الصادق المهدى الذى عرفت

0 134
كتبت: أسماء الحسينى
.
ليس من السهل على الإنسان أن ينعي شخصا عزيزا لديه، فما بالكم أن يكون هذا الشخص هو الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وإمام الأنصار وآخر رئيس وزرا ء سوداني منتخب، الفارس النبيل والزعيم والمفكر الكبير.
كنت أحد الذين اقتربوا من الإمام الصادق، فنهلوا من نور علمه، ونالهم قبس من ضياء وطنيته، ومضاء عزيمته، وإليه يعود فضل كبير في توجيهي للاهتمام بالسودان وقضاياه، وقد أسهم في توسيع إدراكي لهذا البلد الكبير بكل تعدده وتنوعه. ومنذ لقائي الأول به قبل أكثر من عقدين، لم ينقطع التواصل المهني والفكري والإنساني والعائلي، لقد تشرفت أيضا بالاقتراب من أفراد عائلته جميعا. وقد أولاني الإمام الصادق وأسرته وقيادات حزبه وكيان الأنصار ثقة عظيمة واهتماما كبيرا، وهو ما اعتبرته، ومازلت، شرفا كبيرا وثقة غالية، أتمنى أن أكون أهلا لها، ربما كان يأمل فى أن أكون وبعض زملائي جيلا جديدا يضيف شيئا جديدا للعلاقات بين البلدين التي كان يطمح دوما إلى بنائها على أسس أفضل.
سيظل الصادق المهدي رمزا كبيرا وعلامة بارزة في تاريخ السودان والمنطقة والإنسانية، وسيذكر له التاريخ نضاله من أجل سودان حر مستقل ديمقراطي، وعالم عربي أكثر عدالة واستقرارا، وأنه ظل يمثل صوت العقل في السودان، وأنه رفض الخنوع والابتزاز والإذعان في قضية التطبيع مع إسرائيل.
وكان يعتبر أن العلاقة مع مصر مصيرية، وربطته علاقة محبة واحترام بكل أطيافها، وفضل الإقامة فيها في سنوات منفاه الاختياري، ورفض المهدي تعطيش الشعب المصري، ودعا إثيوبيا إلى اتفاق عادل بشأن سد النهضة يتيح تدفق المياه لمصر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.