هذا سفه وسخف

0 68
كتب: جعفر عباس
.
النقطة بمعنى منح من يغني او تغني في حفل زواج مبلغا من المال فوق المبلغ المتفق عليه لإحياء الحفل، كانت تاريخيا ممارسة نسائية مع المطربات الشعبيات (جماعة الدلوكة)، وكانت النقطة دائما مبالغ بسيطة.
وفي الفترة الأخيرة تم تداول مقاطع فيديو يمارس فيها بعض الرجل التنقيط على رؤوس مغنيات بالملايين، وكان آخرها حفل في القضارف وقف فيه شاب يحمل ربطات من الأوراق المالية، ويضع الربطة تلو الأخرى فوق رأس مغنية بينما يقف خلفها شاب يقوم بالتقاط حزم النقود ويضعها في كيس، وقبلها رأيت مطربة بقرية الحجم تقف في بحيرة من الأوراق المالية التي غطت قدميها، وكان هناك حفل زواج في بلدة في شمال السودان قال من شهدوه ان مجموع النقطة على المطربة كان مليوني جنيه (مليارين بالقديم).
من يتعب في جمع الثروة بالكد والجد وبذل العرق لا يمارس السفه المتمثل باللعب بالنقود، ولكن مستجد النعمة الذي وجد مالا لم يتعب فيه جنيه كثيرا، او حصل عليه بأساليب غير مشروعة، يكون ميالا للاستعراض والفشخرة كي يرى الناس أنه صار “فوق”، وهو لا يدري ان تنقيط الملايين على مطربة يجعله في احط درك.
والمؤسف أن أمر النقط لم يعد يقتصر على المطربات كما كان الحال عبر السنين، ففي الفترة الأخيرة رأينا مطربين تنهال على رؤوسهم الأموال، وتعود بي الذاكرة الى مطرب في قامة محمود عبد العزيز الذي كان يوزع ما يجنيه من إحياء الحفلات على أرامل ويتامى الحي، وعموما لم نسمع بمطربة محترمة تقبل النقطة.
عادات مذمومة كثيرة طفت الى السطح في السنوات الأخيرة، ولم يعد الأمر يقتصر على الشطح والنطح في طقوس الزواج بحيث صارت كلفة الزواج فوق طاقة الملايين، وها هم الأثرياء الجدد يتقيأون على رؤوسنا وأمام أعيننا بالعبث ب”النعمة” في الأعراس وهم لا يدرون أن ما يفعلونه دليل هبل وخبل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.