التحية لثوار الدمازين

0 91
كتب: جعفر عباس
.
في مثل هذا اليوم من عام 2018 أشعلت جماهير الدمازين نيران الثورة المطالبة بسقوط نظام فراعنة المؤتمر الوطني، وانتقلت الشرارة الى عطبرة ودنقلا والقضارف وكسلا وغيرها حتى وصلت في 19 من ذلك الشهر الى الخرطوم، وبعدها ازداد العنف من جانب الحكومة المبادة والعنفوان من جانب الثوار، وها نحن بعد عامين من ثورتنا الباسلة نبكي على أطلالها بعد ان تكالب على الوطن السماسرة واللصوص والمجرمين المحترفين والقتلة المأجورين، واحتلوا قصور الحكم بينما الشعب يأكل الحصرم ويضرس.
ولكن لا يليق بثائر حقيقي ان ييأس، فمن اسقطوا أعتى نظام ديكتاتوري في تاريخ المنطقة قادرون متى ما تماسكت صفوفهم على اسقاط تلاميذ ذلك النظام، وعلى شباب ثورة ديسمبر عدم ارتكاب أخطاء شباب ثورتي أكتوبر 1964 وابريل 1985 عندما اسقطوا ديكتاتوريتين وغفلوا عن ترتيبات اليوم التالي، فآلت الأمور الى نفس الانتهازيين الذين “سقطوا حجر” بلادنا منذ الاستقلال.
زمام الأمور اليوم في أيدي نفر يعانون من إعاقات أخلاقية وسياسية وفكرية، ولو سكتنا عليهم سيقودون بلادنا الى الهاوية (والصورة المرفقة يرمز فيها من يجلس على عجلة القيادة مكتنز الشحم واللحم القيادة الحالية، بينما صارت الثورة كائنا صغير الحجم لا يستطيع النظر الى الأمام لأن سائق البوباي ضخم الكراديس لا يريد له ذلك).
ونحن نستشرف الذكرى الثانية للثورة، على قواها الحية ان تستعيد زمام المبادرة خاصة وان تحالفا معاديا للثورة يتشكل هذه الأيام بين شركاء الدم، مع الانتباه الى ان أعداء الثورة والتغيير غيروا تكتيكاتهم وصاروا يقولون إن الوضع هش و”نستحمل” ونسكت، وما أضاع البلاد إلا سكوت الأغلبية وهي ترى قلة تهدم أساس الوطن وتعبث بخيراته.
العسكر يريدون الزج بنا في الصراع الدولي بمنح روسيا قاعدة عسكرية في البحر الأحمر، بعد ان باعوا دماء شبابنا في حرب اليمن، ويسيطرون على أكثر من 80% من موارد بلادنا الاقتصادية، والحكومة التي يقال إنها مدنية عجزت عن استغلال السند الشعبي الهائل الذي تمتعت به في أيامها الأولى لتقف ندا للعسكر او لتنجز امرا يوحي بأن قلبها على الشعب، و”قحت” التي يفترض انها قيادة الثورة فيها عناصر خائرة خائبة تريد الصعود فوق جماجم الشهداء، وبهذا صار التغيير شعارا أجوفا، بعد تهميش القوى التي صنعت بداياته.
الثورة يجب ان تستمر بابتكار أساليب نضالية جديدة حتى لا نعود وتعود بلادنا الى المربع صفر و”كترة الدق تفك اللحام”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.