حرب الأشقاء

0 71
كتب: الفاتح جبرا
.

وطننا الحبيب السودان افريقي الهوى تماماً تميزت علاقاته بالجوار ذو الطابع الإفريقي الخالص بالسلام والتوادد والاحترام المتبادل، ولكن علاقة السودان باثيويبا تظل لها خصوصيتها ونكهتها الخاصة المتميزة فهي الاقرب دائماً تكاد تصل درجة الانصهار والوحده تتمازج في كل شيء تشابه في السحنات وفي العادات والتقاليد حتى الأمزجة، تلاقح ثقافي وتذوق موسيقي وفني لا يوجد بين أي دولتين افريقيتين، كان وما زالت السودان من أولى واجهات اخواننا الاثيوبين في كل ملماتهم فهو وطنهم الثاني الذي ينعمون فيه بالأمن والأمان ويحظون فيه بالاحساس الاخوي الحقيقي.

تاريخنا مع الشقيقة اثيوبيا لم تشوبه شائبة ولا توجد بيننا حدود فاصلة فهي مرفوضة بين الشعبين كانوا بجانبنا في معركة ثورة ١٩ ديسمبر المجيدة كانوا اول من مد لنا يد العون شاركونا فرحة الانتصار بمشاعر جياشة عبرت عنها دموع السفير آنذاك وتوجت بذلك الحضور الفخيم لرئيس الوزراء أبي أحمد في مقدمة رؤساء العالم لحضور احتفالاتنا بالانعتاق من النظام الكيزاني.

لماذا بعد كل ذلك الجمال والتلاحم العميق تطل علينا الآن بوادر حرب بين الشقيقتين؟

النزاعات في منطقة الفشقة الحدودية التي تسكنها قبائل الامهرة ليست بالجديدة فقد كانت نزاعات على اراضي زراعية تحميها مليشيات عسكرية وليست جيش رسمي للدولة توغلت تلك القبائل حتى شيدت عدداً من القرى ذات البنى التحتية الجيدة في محاولة لتغيير التركيبة الديموغرافية منذ عام ١٩٥٦ وقابل ذلك الاستيطان اهمال من الجانب السوداني تزايد حتى عام ١٩٩٦.

بعد اتفاقية غير معلنة بينهم وبين والي القضارف آنذاك الشريف احمد عمر بدر.

علماً بأن ترسيم الحدود كان في عام١٩٠٢ منذ الاستعمار البريطاني التي قام بها ميجر قوين وصدرت بها خريطة ولكن ذلك الاعتقاد عند الأمهرة بأن الفشقة الكبرى والصغرى تابعة لاقليمهم نسبة لانقطاعها عن السودان وعدم وجود طرق معبدة تربطها به.

ظلت المناوشات تلك بين الفينة والفينة ومع تجدد حرب بين الجبهة الشعبية للتيجراي مع الجيش الاثيوبي وتدفق اللاجئين إلى السودان ارتفعت الوتيرة بين السودان واثيوبيا وبات الامر يشكل نزاعاً وحرباً وشيكة بين البلدين وتصاعد وخلف قتلى وجرحى في صفوف الجيش السوداني لهم الرحمة وعاجل الشفاء للمصابين ونحيي جنودنا البواسل الذين تصدوا لها ولكن لا يخلو الأمر من افتعال مؤامرة من اللجنة الامنية للمخلوع لفتح جبهات للقتال نحن في غنى عنها قصد بها تشتيت افكار الشعب السوداني للانفعال بتلك المعارك وظل حربهم بالوكالة عن محور الشر حاضراً في تلك المعركة لأسباب يعلمها الكل خاصة اذا استصحبنا معنا صدق النوايا بين الحكومتين المدينتين بين البلدين في حل هذه المشكلة وديا وعبر العلاقات الدبلوماسية الطيبة بين الطرفين تجبناً لجر البلدين إلى حرب لا تبقى ولا تذر وتقضي على كل ما بناه الشعبين طيلة تلك الحقبات الماضية

وهدمها تماماً ونحن نتساءل لمصلحة من يحدث كل ذلك؟

اذا كان هناك مجال للحل السلمي لماذا لا تتجه اليه ارادة البلدين؟

هل هناك أمر ما يحاك ضد هذه العلاقة الطيبة يدخل من ضمنها ذلك النزاع في سد النهضة والكل يعلم ما يربط اللجنة الامنية للمخلوع بالنظام المصري ؟

اختلاف وجهات النظر بين شريكي الحكم في السودان انتقل إلى اختلافهما في هذا الامر أيضاً فبعد ما خسرت قيادات الجيش شعبيتها بعد مجرزة القيادة وذلك الموقف المخزي منها حاولت ان تستدر عطف الشعب مرة أخرى باتفعال حرب تظهر فيها بأنها حريصة على الوطن وانها بالفعل تمثل حماية للارض والعرض ومحاولة منها لتلميع صورتها واستقطاب الأتباع مرة أخرى والولاء لها حتى تقنن ما يلي تلك الحرب من فرض حالة الطواريء في البلاد واعمال سيطرة العسكر فيها بعد ما فشلت كل محاولاتها الأخرى للاستيلاء على الحكم.

اذا كانت فعلاً تلك الجيوش بهذه القدرة لماذا لم تتجه لحلايب وشلاتين وأبو رماد؟

فهي ارض محتلة بقوات مصرية وقامت بها المدن ورفع فيها العلم المصري؟

لماذا كل هذا الود بين الجيشين المصري والسوداني وتفاقمه بين السوداني الاثيوبي؟ تظل العمالة والارتزاق وصمة عار تلاحق تلك اللجنة الامنية للمخلوع مهما فعلت أو افتعلت من المواقف البطولية فالشعب لن ينسى ولن يغفر لها ما فعلته من قب.ل

حمى الله بلادنا من ويلات الحروب وصان أرضها وعرضها من كيد الكائدين الخائنين لوطنهم

نأمل ان تتوفق الارادتين السودانية والاثيوبية لنزع فتيل الازمة وتفويت الفرصة لضرب تلك العلاقات المتميزة بين الدولتين الشقيقتين وان يعم السلام والأمن البلدين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.