بعد المرشد الإيراني الأعلى ، ورئيس جمهورية إيران الإسلامية ، يأتي اسم الجنرال قاسم سليماني متصدرًا قائمة الشخصيات المؤثرة في الجمهورية الإسلامية ، كرجل الدولة القوي وسيفها العسكري الحاسم في كل معاركها الداخلية والخارجية من خلال قيادته لاهم وحداتها العسكرية ( فيلق القدس ) وتحركاته الشخصية المزعجة لأعدائه والملهمة لجنوده وحلفائه من خلال تواجده في قلب الحدث بشخصيته القوية ليأتي مقتله كموت لأسطورة القائد الذي لا يهزم .
فعبر سياسة جمهورية إيران الإقليمية الرامية للسيطرة علي المنافذ الاستراتيجية بالمنطقة وقيادة العالم الإسلامي وفق أيديولوجيتها الثورية ، لعب قاسم سليماني ادوار محورية في انتشار الحرس الثوري ( الذراع العسكري للثورة ) خارج حدود إيران وفتح جبهات قتال جديدة لإعادة تشكيل خارطة المنطقة بما يتوافق مع المصالح الإيرانية توطئة لدولة خلافة إسلامية إيرانية جديدة ، فكانت تحركات سليماني في عواصم جبهات الربيع العربي دمشق ، بغداد، بيروت ،صنعاء من أجل صناعة الطوق الإيراني وجعل مفتاح المنطقة في يد مرشده الأهلي بطهران .
يعد سليماني – بحسب موقع سكاي نيوز- اسما بارزا في الساحتين الإقليمية والدولية، باعتباره أحد أبرز القادة العسكريين ال إيران يين، حيث كان قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، فيما يذهب البعض إلى حد وصفه بـ”رأس حربة إيران “.
واغتيل سليماني (63 عاما) في ضربة أمريكية، استهدفته في ساعة مبكرة من يوم الجمعة قرب مطار بغداد الدولي، وأكد الحرس الثوري مقتل سليماني، إضافة إلى نائب رئيس ميليشيات الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس.
من جهتها، قالت ميليشيات الحشد الشعبي إن “5 من أعضائها واثنين من “الضيوف” قتلوا في الضربة التي استهدفت عرباتهم في مطار بغداد .
تحول سليماني خلال السنوات الماضية، إلى “رأس حربة إيران “، حيث امتدت أصابعه إلى جبهات عدة بهدف العمل على تعزيز نفوذ طهران في دول عربية عدة، تشمل العراق وسوريا واليمن ولبنان.
و”رغم قصر قامته وسلوكه الهادئ، ظل اسم سليماني لصيقا بدوائر ميليشيات الإرهاب في عدد من دول العالم”، على حد قول صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.
في عام 1979، انضم الجنرال سليماني، الذي كان آنذاك شابا ينحدر من عائلة فقيرة في جنوب شرق إيران ، إلى الحرس الثوري، قبل أن يقاتل في الحرب العراقية ال إيران ية خلال الثمانينيات، وفي 1998 برز اسمه بشكل أكبر، حين جرى تعيينه قائدا لفيلق القدس.
ولم تقتصر أدوار سليماني على الجبهات والمعارك فقط، وإنما أسندت إليه كذلك أدوار سياسية أخرى، مثل سحق عدد من التظاهرات السلمية في إيران ، وتنفيذ اغتيالات ضدد معارضين إيران يين في الخارج.
وتقول “واشنطن بوست” إن سليماني كان مسئولا عن “عمليات إيران السرية في الخارج”، مما جعله يتمتع بنفوذ دبلوماسي أكثر من وزير الخارجية جواد ظريف.
وتابعت: “نفوذ سليماني في الشرق الأوسط واضح للغاية، كما أن طموحاته كانت كبيرة، إذ كان يستهدف كذلك دولا في آسيا وأمريكا اللاتينية”.
هذا ويرجح محللون أن النظام ال إيران ي لن “يجد بديلا” لسليماني، الذي كان “شخصية فريدة”، حسب وصفهم.
بمقتله فقدة إيران ذراعها الثوري القوي بالمنطقة ، ووضعها أمام خيارات صعبة ستحدد مستقبل نفوذها بلإقليم ، فهل ستنحني طهران للعاصفة التي هزت عرشها أم ستخوض معركة رد الاعتبار والانتقام والتي قد تعجل بنهاية ثورتها من خلال تحالف جديد تقوده أمريكا ترامب .