كهرباء الانقاذ .. وكهرباء الثورة !

0 93
.

هذا العنوان ضروري، وربما يراه البعض مستفزاً، اوايحائياً، فقط هذا العنوان ضروري لايضاح الفرق الذي كان يتوقعه الشعب السوداني، بين كهرباء النظام الذي ثار عليه، وبين النظام الذي اتت به ثورته لتنفيذ اهداف الثورة، بين كهرباء كانت غارقة في ظلام الفساد وتبديد المال العام، وبين كهرباء يقودها ابناء الثورة من الكفاءات النزيهة، القادرة على تطوير وزيادة التوليد الكهربائي، وحسن ادارة المتوفر وتوزيعه بعدالة،

وزير الطاقة والتعدين المكلف م. خيري عبدالرحمن، برر قطوعات الكهرباء لوجود عجز  في التوليد الكهربائي يبلغ (٤٠٠) ميغاواط، بسبب توقف محطات لم تستطع استيراد الاسبيرات، ومحطات متوقفة عن التوليد لعدم توفر الوقود بنحو٢٥٠ ميغاواط، وأكد بأنه في حال توفره سيغطي العجز الحالي  بنسبة %60 مبيناً ان حاجة المحطات من الوقود تصل ٤ بواخر، وإن البلاد تعاني قطوعات كهرباء منذ الصيف الماضي واستمرت حتى موسم الشتاء الحالي، وهذا يوضح ان هناك  (تدهور كبير جداً) في قطاع الكهرباء، لم يحدث في تاريخ البلاد، وزاد: (الشتاء كشف حجم الخلل والتدهور الذي حدث قدر شنو).

وأوضح خيري، ان الوزارة أدركت هذا الوضع وأعدت دراسات وتصور، حول كيفية الخروج من هذه الازمة،  تلخصت في توصيات وبرامج وسياسات  قدمت في المؤتمر الاقتصادي القومي الأول، وتمت متابعتها ورفعت للدولة منذ يوليو الماضي، بما فيها تحسين التعرفة، وهى الخطوة المطلوبة من ناحية فنية إصلاحها،  ولكن بحكم العجز الذي تعاني منه الدولة في  التمويل، لم تستطع تمويل البرامج المقدمة للخروج من هذه الازمة، واضاف (استمر التدهور الى ان وصلت البلاد موسم الشتاء  وظهر العجز في الكهرباء رغم انخفاض الحملات )، وأكد خيري، الى ان العجز في الكهرباء حالياً، أدى لاجازة زيادة التعرفة (في آخر يوم بالعام الماضي)، لأنها ارتبطت بموازنة العام الجديد، وطبقت منذ مطلع يناير الجاري،  وأفاد: القرار جاء من قبل وزارة المالية، وان وزارة الطاقة والتعدين قدمت مع الموازنة (قائمة)  لتمويل هذه المشاريع  ولكن (المالية اختارت) ان يتم التمويل عن طريق زيادة التعرفة، والزمت الوزارة ب(التطبيق الفوري) للزيادة.

وأشار خيري،  وجود مشكلة حقيقية في الخروج من أزمة الكهرباء، وأكد ان هناك خطط للاستفادة من الطاقات الشمسية والرياح، وتوسيع الشبكة القومية بالولايات، تطوير خزان الروصيرص، بيد انه أكد ان جميعها يحتاج الى التمويل.

السيد الوزير المكلف قبل اسبوعين، وبعد انتهاء ازمة سرقة ابراج الكهرباء، بشر المواطنين بانتهاء القطوعات المبرمجة، وبعد عودة القطوعات قال ان لا قطوعات بعد الساعة الخامسة، ولم يكن ما قلته دقيقاً  سيادة الوزير المكلف، وانت تعلم حقيقة انعدام الوقود في  قري 2 وبحري الحرارية، وتعلم بالطبع ان قطع الغيار لم تطلب بعد  للمحطات المتوقفة بسبب نقص قطع الغيار، والوزير المكلف يعلم ان الاسابيع القادمة ستكون الاسوأ، وان فترات القطع ستكون اطول، خيبة الامل تتطاول  بسبب التبريرات الواهية، ابجديات الهندسة تقول لا توجد مخرجات من غير مدخلات، وعليه فلا كهرباء من غير وقود وقطع غيار، وادارة وموارد بشرية، قطعاً فان انعدام المدخلات بسبب الفشل الاداري، وعدم الرضا الوظيفي، سيوصل البلاد الى الاظلام التام، ما يحدث في الكهرباء من تدهور وتذمر سببه فشل الوزير المكلف فى ان يكون وزيراً، وتعسف لجنة ازالة التمكين في الكهرباء وخضوعها لمعايير غير مهنية وبالطبع غير قانونية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.