قاهريات (2)

0 121

كتب: د. مرتضى الغالي

.

في القاهرة هذا الأسبوع ثلاث قضايا تشغل الرأي العام ومنصات الإعلام والتواصل الاجتماعي والصحف والقنوات: َإنشاء مدينة الذهب و(زواج التجربة) وخط جديد للقطار الكهربائي بعرض البلاد.. ويلفت النظر القرار الرئاسي الخاص بقيام مدينة خاصة للذهب المصري تعمل على التنقيب والتعدين عنه وتحديد درجاته ومعاييره ومعدلات وقنوات تصديره وقبلها تصنيعه وتحويله الى مشغولات وتناويع وأغراض وإنعاش الحرفية المصرية في تشكيله وتطويعه… الخ.. ومن المعلوم أن الذهب هو المعدن الذي جعلته اتفاقية (بريتون وودز) معادلاً للعملة وميزاناً لتقييم النقود بل رصيداً وبديلاً، وضماناً لها.. قلت لنفسي يا ترى هل مصر أغنى من السودان في معدن الذهب؟ أم السودان هو الأكثر ثراء من هذا المورد النفيس..؟ ثم ذهبت الىأبعد من ذلك وقلت في سري: من يملك الذهب في السودان؟ هل هو في حوزة الحكومة؟ أم في حوزة أفراد؟ وهل هذه الحيازة الفردية قانونية أم أنها حيازة بوضع اليد؟ وهل الذهب لدى الأفراد تتم حيازته بعلم الحكومة أم من وراء ظهرها؟ وهل يتم تصديره عبر القنوات الرسمية برسوم ومعرفة عائد صادره؟ وهل يقتصر تصديره على مطار الخرطوم أم عبر الحدود أم بطائرات أجنبية؟ وهل تهبط الطائرات بعلم السلطات وموافقة الطيران المدني أم تحت حماية مسلحين من حراسة الحدود؟.
ثم هل هناك سياسة خاصة بتعدين الحكومة عن الذهب وعن تحديد نطاق وتعاقد عمل الشركات وتنظيم عمل المعدنين الشعبيين؟ وما هو الفرق بين الذهب المختوم والذهب (الكيري).
وبمناسبة الذهب لماذا كلما يتحدث حميدتي يتعمد للإساءة للوطن والثورة والحكوَمة ويقول إن السودان منهار أمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً.. وهو يقصد أن السودان (منهار الآن وليس في زمن الإنقاذ) من غير أن يقول ما هو نصيبه هو شخصياً من هذا الانهيار وهو في قلب السلطة المسؤولة عن انهيار الوطن السودان اقتصادياً وأمنياً وسياسياً واجتماعياً (كما يقول) ولماذا يقول ذلك في الإعلام ولا يبحث هذا الفشل من موقعه في مجلس السيادة وفي نيابة رئاسة المجلس وفي لجنة الاقتصاد التي يرأسها حتى يعالج هذا الانهيار أو يستقيل..؟! هذا الكلام غير المسؤول والمعمم والمجاني الذي يعلنه بين يوم وآخر في اللقاءات العامة المفتوحة حديث غير مسؤول وضار.. ويجب أن تعقبه مساءلةومحاسبة فليس هكذا تدار شؤون الدولة.. بل إن هذا النوع من التصريحات والأحاديث لا يدخل فقط في باب الحديث غير المسؤول.. بل له مرامي غير حميدة أقلها ضرب الحكم المدني. ومحاولة الإيحاء بفوضى انقلابية عن طريق إشاعة اليأس والتزهيد في الديمقراطية.. فما هي نهاية هذا الانفلات المؤسسي وحميدتي يتصرف ويتحدث وكأنه (الحاكم بأمره) الذي يملك الحق في الحكم على كل المؤسسات السودانية من رؤيته الخاصة وليس عبر مؤسسة يمثلها.. هذا الكلام الذي يلقي به حميدتي على عواهنه كلام تكرر كثيراً بما يجعل منه كلاماً (ليس على عواهنه) بمعنى أن لهمرامي ملقاة على عواهن مقصودة..!! أما (زواج التجربة) في يوميات القاهرة فهذه قصة أخرى..!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.