نحروه أم انتحر؟ (سيان)

0 65
كتب: جعفر عباس
.
تجد في الصورة المرفقة ملخص بيان لوزارة المالية بتاريخ ابريل 1957 يفيد بأن قيمة الجنيه السوداني تعادل قيمة 2,55187 جرام من الذهب، وأسعار الذهب في السودان في اول فبراير الجاري كما يلي: عيار 21= 3030 وعيار 18= 2480، يعني جنيه عام 1957 يساوي نحو 5000 من جنيهات اليوم، وبهذا ترى كيف حدثت الترترة “لي ورا” في بلادنا.
كان للجنيه طيب الذكر عيال حلوين وبررة من بينهم الآنسة طرادة، وولد لطيف وظريف اسمه “فريني” وآخر اسمه شلن، وجاءت حكومة الكيزان وعذبت الجنيه وعياله في بيوت الأشباح فتدهورت صحته، حتى أحيل الى التقاعد الاجباري عندما تبنت تلك الحكومة الدينار، الذي سرعان ما تخلت وردت اعتبار الجنيه الذي عاد مكسور الخاطر، وتعرض للاستنساخ وأصيب بالترهل، فما كان من الكيزان إلا أن صفعوه مجددا فحذفوا منه ثلاثة أصفار فصار المليون جنيه يساوي الف جنيه والالف جنيه صارت جنيها واحدا، وبعد عام 2011 بدأت الحكومة في طباعة الجنيه بنظام رب رب رب، فأصيب بالهزال ثم اضرب عن العمل وفي عام 2017 باظت المطبعة واختفى الجنيه ونسج العنكبوت على أفواه أجهزة الصرف الآلية.
ثم جاءت حكومة حمدوك بوزير مالية رفع الرواتب بنسبة 600%، في ظل تدهور الجنيه بنسبة 800%، ف”فنشوا” الوزير، وتم تأنيث المنصب واتضح ان وزيرة المالية الجديدة أيضا من مدرسة رب رب رب، وأعدت ميزانية بنفس أسلوب الكيزان حيث يصرف الشعب على الحكومة، فزادت أسعار الكهرباء والوقود والماء بنسبة 600، في ظل جنيه فطيس شبع موتا، والشكوى لغير الله مذلة… سألناكم الفاتحة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.