الناظر ترك: إيلا تشيف، نصرانيين ما تشيف

0 77
كتب: د. عبد الله علي إبراهيم
.
لا أحد يغمط سيد الأمين ترك،ناظر الهدندوة، جراءته في قول ما في خاطره. ولكن جاز السؤال إن كان الناظر ممن يتوخى الحكمة. فلم تكن حملته التي جيش فيها ناسه ضد والى كسلا في الحكومة الانقالية هي مرته الإولى في خصومة ولاة الولاية. فلم يحدث أن قبل بوال على الولاية منذ عقود حتى قال في ذكر معارضته هذه إنها خلافاته مع “الولاة الذين تعاقبوا على كسلا”. فاختصم مع إبراهيم محمود والياً وتظاهر في ناسه ضده لما زار كسلا وزيراً في نوفمبر ٢٠١٢ ومزق المتظاهرون صورته. كما ثار على الوالى آدم جماع. بل رفض تعيين عاشه سيدي لتكون وزيرة للشؤون الاجتماعية في الولاية. ولم يقطع الطريق إلى بورتسودان كما فعل أخيراً وصبر على مخرجات لجان التحقيق من شورى المؤتمر الوطني. فقطع الطرق في عهد البشير كالشبال: بشرها. وسمع من محمد على كرار عضو المجلس الوطني عن كسلا قولاً صعباً حين رفض تعيين سيدي كما تقدم. فقال له إن اعتراضه على تعيينها خروج عن المؤسسية “فالاختيار للمناصب والرفض شأن حزبي وليس للإدارات الأهلية شأن فيه”.
كان مما يزكي الإداري الأهلي هو طول باله، ومراسه في الجودية، والدهاء في بلوغ مطلبه بأقل تكلفة. وهذا ليس ترك. ولست أشارك الحداثيين في إضفاء الصفات المضت على رجل الإدارة الأهلية. وقولهم بها قطعة رأس عن ريف تبخروا من أرضه وتركوهوا عن بكرة آبيه لإبائه الطبيعيين يفعلون ويتركون. وبدا لي من القليل الذي وقفت عليه في سيرة ترك إنه شديد الحرص على قواعد “الحيكورة” لشعب الهدندوة التاريخي في ظرف متغير اختلطت فيه الناس والجغرافيا. فتجده متى ضاق ذرعاً بالسياسة في كسلا طلب فصل مناطق الهدندوة عن محليتها. وغالباً ما عاد عليه هذا الحفاظ المر على الحاكورة بغير ما انتظر. فاضطر مؤخراً في ١٦ يوليو ٢٠٢٠ إلى الاعتراف بنظارة مستقلة للجميلاب والكرياتي الهدندوة من جهة همشكوريب الذين خرجوا من يده خلال حملته للإطاحة بالوالي الأخير.
انزعجت للناظر ترك أخيراً ناهضاً في تبرئة محمد طاهر إيلا من التهم الموجهة إليه بالثراء الحرام. ولا تثريب. فهو الناظر وإيلا تبع. ولكني لا أعتقد أنه تخير عبارته عن مطلبه بالحكمة والموعظة الحسنة. فقال نحن ولجنة إزالة التمكين “الأرض ما بشيلنا نحن الاتنين”. وهذا إعلان بالحرب مع أنه ظل يكرر أنهم ليسوا حركة مسلحة. وإزاء حماسة الناظر العدوانية لإيلا سألت إن كان الناظر قد نهض من قبل يدرأ الأذى عن هدندوي ذاق الأمرين من حكومة في الخرطوم. فلم نره مثلاً يقف وقفته مع إيلا مع شهداء مذبحة بورتسودان في يناير ٢٠٠٥. وكان قد اعترف بأن كثيرهم هدندوة. فلم يطلب ثأرهم كما يفعل الآن مع إزالة التمكين بل عفا للإنقاذ واحتسب بقوله: “نحن قدرنا الظروف وقتها واستشعاراً لخطورة المخططات الأجنبية ضد استقرار البلاد اعتبرنا دماء أولادنا فداء للبلد”. شالت ترك الأرض مع القتله وضاقت وسيعتها له مع من اعتقلوا واحداً من ناسه.
وشالت ترك الأرض، وهو الناظر الإسلامي، مع الساعين لتنصير أهله البجا. فكنت علقت على مقالات قرع فيها محمد عثمان إبراهيم، الصحافي من أصول هدندوية، الجرس للتنصير الذي يحدق بالبجا. ولم يفعل ذلك بروح “صليبة” بل بروح ثقافية سمحة لا ترى سبباً لهذا التجييش التبشيري الصليبي لتغيير جماعة إبراهيمية العقيدة عن ما اتفق لها من دين. والدين،من بعد، عند الله الإسلام. ويكشف محمد بمثابرة معروفة عنه الاستراتيجية السياسية التي من وراء التنصير بما يتضح منه أنه غلو. فواحد من مشاريع التنصير دمج البجا في خطة السودان الجديد بقرينة التهميش. وعليه فالتنصير في هذه الوجهة سبيل لاستنقاذ البجا من سلطان الإسلاموعروبية. وأخضع المنصرون البجا لدراسات أسرفت حتى قال عالم غربي إنها فوق ما تقتضيه الحاجة العلمية. فوضعوا القواميس التبداوية الإنجليزية وفتحوا موقعاً على الإنترنت: أدروب نت. ويريد المنصرون من هذا العلم بالبجا بلوغ حميمية دعوة الشيخ على بيتاي المتوطن في بيئة أهله لم يستدبر ثقافتهم المحلية حين أخذهم برفق إلى ما أعتقد أنه صحيح الإسلام. ورأى التنصير في بيتاي قدوة للمبشر بين البجا. وزارتهم البارونة المبشرة كوكس، التي كذبت للعالم حول شرائها الرقيق من ملاكهم العرب،في قرورة وهمشكوريب. ووزعت على أهلها مواد أغذية وأدوية وصورت ذلك لتحلب مال المحسنين صدقة لمشروع شراء الرقيق المزعوم.
هل حرك هذا الخبر فيك يا الناظر غيرة على الدين كإسلامي ومؤتمر وطني وناظر؟ هذا الشيوعي غضب لدينه.
أذا اجتمع من اجتمع حول ترك لجراءته المشهودة في القول فليتوقفوا قليلاً ليسألوه عن حكمته: إلى أين يريد الناظر المضي بمن تبقى له من شعب الهدندوة؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.