هل هذا هو سلامكم ؟!

0 99
.

*لا اجد ما اكتبه واقوله عن مهزلة اقتسام الغنائم واعادة تكوين هياكل السلطة بدخول الجبهة الثورية التي تزعم تمثيلها لأهل دارفور وهم أبرياء منها، وركل (مسخرة المسارات) خارج المسرح بعد استنفاذ اغراضها في خداع المواطنين بما يسمى اتفاق السلام،إلا ان اكرر ما قلته عند توقيع الاتفاق الهزلي المفضوح، واتُهمت بسببه بالعنصرية تارة، وتخذيل الشعب تارة أخرى، بل والعداء للثورة تارة ثالثة، الى ان تبين الناس الحقيقة (ضحى الغد)، واكتشفوا أن المسرحية التي أُطلق عليها (اتفاق السلام) ليست سوى مؤامرة لتمكين سلطة العسكر واجهاض الثورة واحلام الشعب في السودان المدني الديمقراطي الحر، وها هو يقف في مفترق الطرق .. تتقاذفه الصراعات القبلية والحزبية والفوضى وانعدام الامن والجوع والغلاء الطاحن والندرة والجشع وكل انواع الأزمات التي تمهد الطريق للانقضاض على الثورة الذي يعمل من اجله الخونة والمتآمرون والفلول ..

* قلت إنه كان يوما حزينا، وأكرر .. نعم، كان يوما حزينا في تاريخ السودان الحديث والقديم، ذلك الذي شهد مولد مهزلة جوبا !
* كان يوما حالك السواد للشهداء الذين كانوا ينتظرون النصر فأهدينا لهم الهزيمة،والذين ناضلوا وثاروا ورفعوا شعارات الحرية والسلام والعدالة، فكانت بشارتنا لهم الانانية والمحاصصة والهرولة وراء المصالح الشخصية!
* يوما أسود لأهل دارفور الذين كانوا يحلمون بالاقتصاص للضحايا وتحقيق السلام والعودة الى قراهم ومزارعهم واستقرارهم، فانتهى بهم الحلم الى كابوس مرير ليس فيه سوى التشرد والاحزان والعدالة الضائعة!!
يومااسود لكل السودانيين بتوقيع اتفاق مزيف لتقاسم الغنائم مع المتلهفين للمناصب، المتآمرين مع قوى العسكر لإحكام سيطرتهم على السلطة!

* أي سلام سيتحقق باتفاق محاصصة وقسمة مناصب مع مجموعة ليس لها وجود على الأرض وليس لها قواعد شعبية، وليس لها كلمة على اهل دارفور العزيزة التي يزعمون تمثيلها ويتحدثون باسمها، ولم يفوضهم أحد بذلك سواء في دارفور أو النيل الازرق أوالمناطق الأخرى، أو المسخرة التي يطلقون عليه اسم مسار الوسط ومسار الشمال ودولة كوش ؟!
* لا أريد أن أعيد وأكرر ما قلته من قبل عن المؤامرة التي خطط لها العسكر للتفاوض باسم السلام المزعوم مع قلة تطلق على نفسها (إثم) الجبهة الثورية بغرض احكام قبضتهم على السلطة من خلال مشاركتها في مؤسسات الفترة الانتقالية والاستقواء بها على المدنيين، لينتهي بشكل عملي أي بصيص أمل في تأسيس دولة مدنية تقود السودان خلال الفترة الانتقالية، تنهي الحرب وتحقق السلام الحقيقي وتعاقب مجرمي الحروب وتقتص للضحايا وترفع رايات العدالة في كل ربوع الوطن، وتجتث النظام البائد من جذوره، وتعيد أموال الشعب المغتصبة بواسطة عملاء وفلول وسماسرة النظام البائد، المكتنزة في خزائن العسكر، وتبسط الامن والامان وتخفف وطأة الحياة عن الشعب، وتعين الشعب على استكمال ثورته وتطوير بلاده والسير في طريق الحرية والسلام والعدالة والنماء والرخاء !

* الاتفاق مع (الجبهة الصورية) كارثة أمنية وسياسية واجهاض للمدنية والديمقراطية، والسيطرة على الحكومة والمجلس التشريعي وتحويل السودان الى دولة مليشيات مسلحة مع وجود الحركات المسلحة والدعم السريع خارج سيطرة القوات المسلحة والحيلولة دون الاتفاق مع الحركات المسلحة التي لها قواعد شعبية حقيقية ونفوذ حقيقي على مناطقها، واستمرار الحرب!

* أي سلام وأي مدنية وأي ديمقراطية وأي حرية وأي عدالة ستتحقق من هذه المهزلة، وأين الثورة العظيمة التي قدم فيها الشعب أغلى التضحيات وأروع الدروس في الصمود والصبر ومواجهة النيران بالصدور العارية والسلمية .. وعندما نجح في مهمته النبيلة بإزاحة نظام ظالم جائر كان جاثما على صدره طيلة ثلاثين عاما يذيقه الكبت والظلم والقهر والغبن، كانت مكافئته المعاناة والعذاب والجوع والغلاء الطاحن والصراع على المناصب والعجز والفشل والجبهة الثورية والمجلس العسكري والدعم السريع !

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.