الرغيف المحمول جوا

0 51
كتب: كمال كرار
.
لولا الصندوق والمالية والمحفظة وأمور (اللولوة) لما شاهدنا في مطار الخرطوم سوداني قادم من عاصمة عربية،وضمن (العفش) رغيف ..ولا بد أنها وصية العائلة ..ومن المؤكد أن مسؤولي الجمارك والطيران المدني في تلك الدولة تأسفوا على حالة سودان ما بعد الثورة،وهم يرون الرغيف (صحبة راكب) ..وما خفي أعظم .
ولولا مافيا الدقيق والرغيف ..وسدنة البنك الدولي الذين اختطفوا القرار الاقتصادي،لكانت الرغيفة الآن بنصف ثمنها إبان النظام المباد …ولكانت بلادنا اكتفت ذاتيا من القمح ..وصدرناه كمان ..ولكن تعلو المصالح الآن على الأجندة الثورية ..
وسمعنا من وزارة المالية هذه الأرقام في وقت سابق ..
يشترون طن القمح من (أولاد الذين) بواقع 16 ألف جنيه ..ما يعادل 290 دولار بسعر الموازنة ..والطن في العالم بي 220 ،ثم يطحنه هؤلاء بواقع 18 ألف جنيه للطن (أبو الزفت).ويحاسبون الحكومة على الردة بواقع الطن 6500 جنيه،ويبيعون طن الردة في السوق بواقع 50 ألف جنيه أو أكثر ..ويصدرونها بملايين الدولارات ..والحسابات المصرفية خارج السودان ..
لهذه المصالح ولغيرها ممنوع إصلاح المشاريع الزراعية،أو الاهتمام بالمزارع ..أو زيادة الإنتاج ..
ولهذه المصالح لم يلغ قانون مشروع الجزيرة لعام 2005، ولا يخصص أي جنيه في الميزانية لإعادة تأهيل المشاريع المروية …
ومن أجل أن تستمر (الدغمسة) يظل المزارعون بلا اتحادات ..تحميهم ..كيما يسيطر عليهم أصحاب الزراعة التعاقدية،ومؤسسات التمويل (العجيبة) ..
وقس على ذلك حال العمال الزراعيين وهم في (الكنابي) بلا نور أو موية ولا مستشفي ولا مدرسة وكانهم ليسوا بشر ..وهذه مأساة مستمرة لعقود خلت ..
وحكاية الرغيف المحمول جواً تذكرنا بقصة الويكة المحمولة جواً في الزمان الماضي،والمطارات الأوربية التي تمر عبرها تلك الأغذية السودانية غير المفهومة للخواجات ..فتخضع للكشف والإختبار ..وتكون النتيجة ( مسحوق غير ذو فائدة وغير ضار بالصحة) ..
وبقدر سهولة الحلول الاقتصادية لأزمة السلع الضرورية،فإن هنالك (ناس) يريدون زيادة المعاناة ..وإرهاق الشعب اقتصاديا ..والهدف واضح ..إجهاض الثورة من بوابة الاقتصاد ..وإعادة الفلول من الشباك بعد أن داسهم الشعب ..
وهناك أهداف دولية عنوانها أن يظل السودان تابعا ذليلا ..يأكل من الخارج ..فيستمر مسلسل الديون إلي يوم القيامة العصر ..ومعه الإشتراطات العجيبة ..التطبيع والقواعد العسكرية ودفع التعويضات ..
وهكذا يراد لثورتنا المجيدة أن (تلحق أمات طه)..وأن يصنع (غنوشي) سوداني يقول لنا (ثورتكم بلوها واشربوا مويتها)
ولكن ؟؟؟ هذا الشعب عنيد ..والثورة مستمرة
وأي كوز مالو ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.