المغتربون فرسان الحوبة الدولارية

0 76
كتب: جعفر عباس
.
سواء كان قرار تحرير سعر صرف الدولار سليما أو خطأ فواجب كل من مغترب غيور على وطنه ويحب الخير لأهله أن يقاطع تجار العملة ويبدأ في التعامل عبر البنوك والصرافات المعتمدة، فذلك كفيل بتوفير مئات الملايين من العملات الصعبة لتسليك مفاصل العمل المصرفي ومنع الانهيار الاقتصادي، وقد شهد اليومان الماضيان حماسا عاليا من المغتربين لإجراء تحويلات نقدية كبيرة عبر البنوك، ولكن يبدو أن بنك السودان المركزي ووزارة المالية توكلوا عند اصدار قرار التعويم الجزئي دون ان يعقلوها، فقد اتضح ان البنوك عاجزة عن استقبال التحويلات لأن أنظمتها متخلفة، فرغم أن جميع البنوك حصلت على أرقام سويفت SWIFT Codes التي تسمح لها بالتعامل مع المصارف الخارجية إلا أن معظمها لم يستكمل الترتيبات لاستقبال التحويلات.
ولجأ المغتربون خلال اليومين الماضيين الى صرافة وسترن يونيون ذات الكفاءة العالية ولكنها تتعامل فقط بالكاش، ولا تقوم بالتحويل الى الحسابات البنكية، ومع هذا فمن المهم جدا أن يقاطع المغتربون سماسرة وتجار العملات الذين ولا شك سيعاودون الهجوم على الجنيه لأنهم غير معنيين بمصلحة الوطن او المواطن، وبالمقابل لابد للحكومة ان تقدم حوافز مغرية للمغترب كي يتعامل فقط مع النظام المصرفي، ومعلوم ان مدخرات المغتربين في الخارج بالمليارات ولو صارت قنوات توصيلها الى السودان سالكة وسلسة فإن ذلك كفيل بتوفير سند قوي للخزينة العامة.
مداعبة خشنة للمريخاب: هناك نحو مليون مغترب مريخابي أصيبوا بنكسة معنوية أمس عندما سحق نادي فيتا الكونغولي المريخ برباعية، ونناشد الهلالاب بعدم ترديد أنشودة: الدنيا سخانة والناس عطشانة نحلها كيف؟ الحل بس فيتا، فمهما كان عدد تلك الأهداف علينا الالتزام بتحويل النقود عبر البنوك، وأن نتجاهل النداء المحبط: يا أخواننا خلونا من الجنيه ونلحق المريخ.
(كنت مشجعا متشنجا للمريخ حينا من الدهر ثم “اعتزلت الكورة” منذ سنوات ولكن ما زال في القلب بقية من حب للمريخ).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.