صبراً آل الثوره..!!
.
سنواجه جميعنا الآن وفى مقبل الأيام صعوبات فى المعيشه وضيق وضنك و(شحتفة روح) لا شك فى ذلك.. ولكن بفضله تعالى لقد إحترقت الإنقاذ وتم دفنها ولن تكون معنا..فحمداً لله.. وعلينا أن نقبل بالتضحيه التى قدم شهداء الثورةه ما هو أثمن منها فداءً للوطن وكرامته.. وأن نعلم أننا أحدثنا ثورة عظيمة لا مثيل لها بين ثورات العالم وأنها ستظل محفورة فى صحائف التاريخ بإسم السودانيين…ومن هنا وجب شد الأحزمه والإستعداد لمواجهة الصعوبات بكل طاقة وعزيمة.. ولتكن الصوره واضحة أمامنا جميعاً أن كل الصعوبات والمرارات وقسوة معالجات الإقتصاد هى بسبب الخراب الذى قامت به الإنقاذ على مدى ثلاثين عاماً..ولا يقول لنا مخذّل أو متخاذل أن ما نعانيه هو بفعل حكومة لم تكمل عامين..! وعلينا أن نعلم أن ما نكابده الآن هو تداعيات وتراكمات خراب الإنقاذ وفسادها..وكل ما يصيح به الفلول وداعميهم عن فشل الحكومه وأن الأحوال ساءت أكثر بعد الثوره قول مردود..! فالمتاعب الإقتصاديه ازدادت وضوحاً بسبب التغيير الذى أعقب الثوره وقطع دابر (دولة الفساد الأكبر) الذى ساد كل مفاصل الدوله ؛ وبعد سقوط الإنقاذ تغيّرت طبيعة التدفقات الماليه بالقبض على الحراميه وفرملة النهب وضرب أوكار المفسدين والمتاجرين بالتموين وسارقة عائد الصادرات والمتحكمين فى سمسرة القمح والبترول والغاز وإنكسرت حلقات اللصوصيه فى الصادر والوارد وبين المخازن والمطاحن وإنكشفت شبكات التمويل المصرفى وتزوير العطاءات والمشتريات علاوة على الضبابيه حول معدن الذهب الذى لا يعلم أحد مَنْ يعدّنه ومَنْ يصدره ومَنْ يبيعه ومَنْ يستلم عائده.. فقد إستطاع نظام الإنقاذ وهو عصابة لصوص أفسدت مجمل حركة الدوله ومواردها وتركت لكل رئيس فيها ومسؤول وغير مسؤول أن يأكل ما بين يديه و(يهبر مما يليه).. فلا يعلم أحد أين القروض وأين المدخرات.. وهل مال الدوله فى البنك المركزى أم فى الشاحنات؟ أم أنه (فى بيت المخلوع)؟ ولم يكن معلوماً مَنْ يطبع العمله ومن يتاجر فى الدولار ويرفعه ويخفضه..؟!!
نحن لا نقول بذلك تهوينا” من الأخطاء الصغرى أو الكبرى للحكومه ومسؤوليها..ولكن لتوضيح حجم الحفرة العميقه التى دفعت الإنقاذ بالوطن إلى قاعها.. كما لا يمكن التغاضى عن حجم التأثيرات الخارجيه والتآمر على الثوره من الفلول داخل البلاد وخارجها ومن المشايعين والمنتفعين والمتضررين من إحتراق الإنقاذ والداعمين لهم فى مفاصل الخدمة المدنيه والقوات النظاميه والنيابات والقضاء..الخ ومن داخل مؤسسات سلطة الإنتقال وفى القطاع الخاص والذين وظفتهم الإنقاذ بغير تأهيل وجعلت منهم مديرين وولاة وسفراء وعلماء دين و(زعماء حركات) ورؤساء أحزاب و(شراتى) وقادة عشائر وأصحاب منظمات تتاجر فى السحت وغيرهم من صحفيين وإعلاميين ومطربين معروضين للبيع والشراء..!
نعم..سنمر بالمراحل الصعبه التى مرّت بها كل ثورات العالم الكبرى قبل حصد الثمار وإستعدال مسيرة الأوطان؛ وسنواجه أوضاعاً معيشية وأمنيه صعبه وعسيره وعلينا الصمود.. وعندما قال شباب الثورة “الجوع ولا الكيزان” فإنما قصدوا بذلك أنهم لا يقبلون بإمتهان الكرامه فألقموا المتآمرين حجراً ساخناً ورسموا طريق المعافاة والتضحيات.. ومن يرى أن الخبز الطرى واللقمة اللينه أهم من الكرامه فهذا مكانه بين البهائم والسوائم والهوام.. وقصم الله ظهر من يريد أن يقارن بين عهد الإستبداد والإذلال والإفقار وتدمير الوطن وبين طول الصفوف أمام المخابز ومحطات الوقود..! هذه دعوة باطلة يصيح بها الفلول المُتخمون بعد أن داست عليهم شاحنة الثوره..فهل يمكن لمن يقتل الصبايا أن يهتم بأمر معاش آبائهم وأمهاتهم….تباً للفلول.. وليكن التعاهد والنفير الشعبى اليقظ لمواجهة مصاعب الإنتقال بوصية الشهداء…و(صبراً آل الثوره)..
فإن موعدكم النصر..!!