توحيـــد النوبــــة_بقضيــــة النوبـــــة!

0 75
كتب: آدَمْ أجْــــــــــرَىْ
.
القياديان: كافى طيارة، والجاو كافى، نشطا هذه الأيام لأجل الوصول إلى كافة القطاعات النوبية فى العاصمة، ولا يعرف بعد ما إن كانا عقدا العزم على الوصول إلى جوبا ضمن وفد التفاوض مع الحركة الشعبية، أم سيكتفيان بتوصيل رسالتيهما إلى حكومة المركز. آراءهما معروفة ولا ثمة ما يشير إلى أنهما يخفيان شيئاً، والفضل يعود إلى ثورة ديسمبر التى أحدثت فارقاً أمكن إظهار المواقف والثبوت عليها. الواقع يقول أن طموح الجمهور فيهما ينبغى أن يكون له سقفه. لأنهما عسكريان، وبداهة لا نتوقع منهما موقفاً مفارقاً إرادة مؤسستهما.
بلغت أزمة جبال النوبة فى وقت البشير من التوتر والصدام مبلغاً لم يصله من قبل، القائدان كانا يعملان تحت قيادته، هو لم يلجأ إلى التخلص منهما، وهما لم يتمردا عليه. وتلقائياً باتا تحت القيادة الجديدة التى صعدت، وبالمثل لن يعصيا له أمراً وهذه بديهيات لا بد من وضعها فى الحسبان، دون المساس بموقفيهما المشرفين فى حسم الإنفلاتات الأمنية فى كادقلى، والذى ساهم فى رفع شعبيتيهما.
مشاركتهما فى مفاوضات السلام القادمة ضمن الوفد الحكومى، يمكن أن يكون إضافة إن عقدا العزم على إعادة تشكيل رأى المفاوض فيما يتعلق بإذابة نقاط خلافها مع الحركة الشعبية. هنا يكمن الفارق الكبير، إن كانا يعبران عن مؤسستيهما العسكريتين فإن مرجعيتهما معروفة، ويمكن أخذ الرأى من رأس الهرم مباشرة. أما إن كان موقفيهما نابعين من روحهما النوبية والتحديات التى تواجهها، سيكون الكلام بلغة تبديد هذه المهددات، وإزالة عقبات الإندماج فى الدولة. غياب العلمانية أضر بها، الدين الذى إرتبط بالدولة ساهم فى تغرب معتنقى الديانات الأخرى فى وطنهم، المؤسسات الحكومية إرتبطت بعرقيات لا تترك لغيرها موطئ قدم، السفارات تلونت بوجوه صعب عليها إظهار غيرها، وحرم أبناء الإقليم الوصول إلى أى خزنة مالية حكومية. ولا أحد يحتاج دليلاً يؤكد إكتفاء الاعلام الممول حكومياً -منذ خلقه- بإظهار وجوه وطمس أخرى. عدو الشعب ظل يفتعل العقبات وبعض تيارات الإقليم ورموزها تتماهى وتتعاون فيها، الكيزان النوبة فوضوا غازى صلاح الدين للتفاوض إنابة عن شعب الإقليم فى نيفاشا، كوادر نوبية وصلت حتى ناكورو للمرافعة ضد دانيال كودى، تأكيداً لإفتعاله أزمة لا وجود لها سماها: قضية جبال النوبة! هذا الشعب والشعب السودانى على الوجه الأعم لديه مشاكله حلولها المعروفة، أمل الجميع معقود بتدخل تكنوقراط منهجهم البيروقراطية والبراغماتية والشفافية والمحاسبة، فلا يضعون وزناً لأى شيئ خلافها. اما واقع هذين الزعيمين–والكلام هنا بلغة إنتمائهما الأهلى- فإن القائد: الجاو كافى، يقود شعباً فيه الكثير من المسيحيين إلى جانب المسلمين وغيرهم، وهو وسط لا يختلف فيه إثنان على ضرورة فصل الدين عن الدولة. الأمير: كافى طيارة، بالمثل أمارته فيها نفس التنوع، وإن كان ثمة ما ينصح به قيادته، فهو حثها على عدم التمسك بما يولد التحيز ضد مجتمعه والأضرار به. أما بالنسبة لتوحيد النوبة، فقد ثبت بالتجربة، أنه ليس هناك شيئ أكثر فعالية من قضيته المحورة حول العلمانية، والتى تؤكده الممارسة فى بيئته. الوقت مازال مبكراً للحكم على مواقف القائدين، وقيمتيهما الحقيقيتين، لكن، إن قدما هذه الخدمة الأولية، سيستحقان أكثر من حملهما على الرؤوس.
3 مارس 2020م

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.