(إعفاء الديون.. خطوة في الطريق!)

0 63

كتب: عثمان ميرغنى

.

إحتفت الحكومة أمس الأول بإكمال إجراءات مالية بموجبها يفتح الباب للتخلص من الديون المثقلة التي ظلت تكبل السودان عقوداً طويلة.. حصل السودان على قرض تجسيري من الولايات المتحدة الأمريكية مليار ومائة وخمسين مليون دولار أمريكي لتحريك حساب السودان مع البنك الدولي، ليدفع البنك الدولي للسودان في اللحظة ذاتها مبلغ مليار وثلاثمائة مليون دولار يسدد السودان منها القرض الأمريكي ويبقى للسودان 250 مليون دولار دعماً مباشراً من البنك الدولي للسودان.

وبالطبع هي خطوة عظيمة وتاريخية، لأنه تمهد لصعود الدرج المفضي للتعافي الاقتصادي وتطبيع العلاقات مع المؤسسات المالية الدولية بعد أن يتمتع السودان بمبادرة الإعفاء للدول الفقيرة المثقلة بالديون (هيبك) في المؤتمر الذي ينعقد في باريس مايو المقبل 2021.

لكن يظل السؤال الأهم، هل مجرد الإعفاء من الديون كافٍ للاستقرار الاقتصادي المفضي للنهضة والرفاهية.. الإجابة بالطبع لا كبيرة,,

كل هذه المساعدات الدولية لا تفعل شيئاً سوى إنها تمنح السودان فرصة تاريخية نادرة لاستنهاض همته الذاتية واستنطاق موارده وإدارتها بصورة تحقق للسودانيين دولة الرفاهية التي يحلم بها الجميع.

ولكن في المقابل لا يبدو في الأفق السوداني ما يدل على أن الحكومة تخطط أو تعمل في الاتجاه الذي يرفع من الإنتاج بتطوير الاستثمار الوطني والأجنبي.. بل على النقيض تبدو الحكومة مشغولة حد الإدمان في رحلات البحث عن العون الخارجي وليس الاستثمار الأجنبي.

غياب الخطة الاستراتيجية التي تمثل بوصلة لأولويات الحكومة يجعل الطريق مظلماً بلا علامات، فمثلاً الآن البنك الدولي منح السودان دعماً 250 مليون دولار لتستغل في مشروعات يتفق عليها، فما هي أولويات الحكومة؟

بل الأحرى السؤال، كيف تحدد الحكومة أولوياتها؟

ما هي الآلية والمعايير التي تصنع أجندة الأولويات؟

كل هذه الأسئلة لا يمكن الإجابة عليها بمحض صدفة أو بلا نظرة شاملة تدرك جيداً أين نحن الآن و ماهي الغايات التي نسعى لتحقيقها.. بعبارة جامعة، الخطة الاستراتيجية التي تنبي على الرؤية الوطنية.

من الحكمة أن لا نضيع الوقت في انتظار استمطار الدعم الخارجي، فالذي قدمه المجتمع الدولي حتى الآن كبير ويكفي ليكون منصة انطلاق بسرعة الصاروخ نحو فضاء جديد.. وحان الوقت لرد الجميل أن نصبح عضواً عاملاً وفاعلاً في المجتمع الدولي بل ودولة مانحة تساعد الشعوب المحتاجة.

السودان تخلص من أكبر عقده لائحة الإرهاب وقائمة الديون وحان الوقت ليتخلص من عقدة (غياب التخطيط) التي لازمته منذ الاستقلال..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.