في بريد الرئيس الإثيوبي

0 80

كتبت: سهير عبدالرحيم

.

السلام على من اتبع الهدى….

أما بعد
لعلك قد بلغك هطرقات الرئيس المصري وحديثه أنه (محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر واللي عايز يجرب يجرب، ولو حد فكر ياخد مننا نقطة مية رد فعلنا هيأثر على استقرار المنطقة بشكل لا يتخيله أحد).

تلك الجعجعة هي أسلوب الجبناء عادةً، وقديماً قيل إن الأواني الفارغة تحدث ضجيجاً أعلى، كما أنّ لدينا مثلاً في السودان يقول (السّواي ما حداث)، لذلك لا يشغلنك فاصل (الردحي) من الرئيس المصري، لأن تلك عادات وتقاليد لديهم في الحواري.

أقول…. لا عليك يا رجل بتلك العنتريات، فسيسي مصر أسقط في يده وأنتم مقبلون على الملء الثاني، في الوقت الذي كان يتشدق لمواطنيه ويمارس الكذب على شعبه بأنه لن يكتمل وضع حجرين فوق بعضهما في سد النهضة.

الآن سد النهضة ملء العين والبصر، بناء نفخر به في السودان أكثر من فخركم به في إثيوبيا، لأننا ننظر إلى مكاسب السودان الوطن وما يجنيه من فوائد، ولا ننظر إلى الكراسي والمصير المشترك المزعوم.

ولكني أود أن أهمس في أذنك أن الشعب السوداني والذي يعشق الشعب الإثيوبي ويتمنى له كل الخير، يحتاج ان يشاهد أراضيه محررة، وأعني الفشقتين الصغرى والكبرى.

أعلم أيضاً أن حلايب وشلاتين وأبو رماد محتلتان كذلك بقوات مصرية، وأعلم أن قيادتنا تتعامل بازدواجية في المعايير تجعلها تطأطئ رأسها للقاهرة وتغض الطرف عن شمالها المحتل وتفرد عضلاتها في الشرق.

ولكنها في كل الأحوال أرضنا، وأنتم تعلمون أنها أرض سودانية مائة بالمائة، كما أننا الآن في مرحلة احوج ما نكون إلى الوحدة معاً، أنتم بحاجة لكسب صوت السودان في قضاياكم وفي مشروعكم سد النهضة، وعليكم أن تبذلوا جهداً مضاعفاً لرتق ما أصاب العلاقات من تمزق وتوتر.

الانسحاب من الحدود السودانية، وإيقاف التصعيد، وحسم المليشيات الإثيوبية المتفلتة هو بداية الرد على الرئيس المصري، وتأكد حينها أنك ستجد كل الشعب السوداني يقف معك في خندق واحد دفاعاً عن سد النهضة والذي يكفي أنه يعود في الأساس لأراضٍ سودانية (بني شنقول)!!

لا تعبأ أيضاً بتهديدات ضرب سد النهضة، والتي كنا نتوقع أن يرد عليها السودان بقوة قبل ردكم أنتم، لأن انهيار السد يغرق الخرطوم وليس أديس، نعم ستخسر أديس مليارات الدولارات أنفقت في إنشائه، ولكن سيخسر السودان ملايين الأرواح وتدمير لنصف الوطن!!

ناهضوا الجبروت المصري الفارغ، ولا تتورعوا عن التهديد أيضاً بضرب السد العالي، على الأقل حينها سنستعيد أراضي حلفا القديمة، ونبدأ عملية التعمير والإعمار هناك، ولتغرق القاهرة كما غرقت حلفا من قبل.

السيد الرئيس آبي أحمد، أعلم جيداً أن كل ما تفعله الحكومة المصرية الآن من هرولة نحو الخرطوم هو محاولة لتعديل صورتها القبيحة، بعد أن استفاقت من أوهامها، وتأكد لها أن الشعب السوداني يلفظهم ويلفظ مكرهم ونفاقهم ولا يوجد من يهفو إليهم إلا بعض العملاء هنا وهناك.

خارج السور:

أكملوا عملية الملء الثاني على بركة الله، وإن احتجتم الى أياد عاملة فنحن جاهزون، وحاذروا ألا تضيع حصة السودان.

حلايب سودانية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.