غفير من ستكهولم

0 64
كتب: طارق اللمين
.
بالأمس عادت بي الذاكره لأعوام مضت كنت في ذلك الصباح اجتهد للحاق بمنشطين.. عديل المدارس ثم دعوه نظمها استاذي وصديقي الفنان محجوب شريف في مركز طيبه برس في شارع الجامعه حينها حيث قرر الاحتفاء برفيقة عمره النخله الباسقه اميره الجزولي بعد تقاعدها عن العمل في جامعة الخرطوم إثر بلوغها سن الستين.. اذكر ان كاتبا لعله حمور زياده كان قد ابدع عنوانا لذلك الحفل حيث كتب:
محجوب شريف يمد الطريق مابعدالستين لأميره الجزولي. أو نحو ذلك.
وانا أهم بالدخول إلى مقر الاحتفال ذاك استوقفني منتهرا حارس البنايه بصوت شديد الأوامر صائحا في ظهري:شنو هي… زريبه ساي؟ تفاجأت بالأمر ووقفت مبتسما له موضحا له انني مدعو لحفل بالداخل راجيا أن يسمح لي بالدخول الا انه ولدهشتي بدأ يتأملني فاحصا ومشككا وحينها فقط اكتشفت أنني ارتدى (ابرول) عمالي منقوش جانبه بالجير والبوهيه والبوماستك من فعل مبادرة (عديل المدارس) ومدارسها التي تركت آثارها على ذلك الأبرول المسكين
أغلق الرجل الباب في وجهي مغاضبا رغم أنه سمح لكل الماره المتأنقين بالدخول وسط دهشتي ومتابعتي اللصيقه للاحداث
تذكرت ذلك بالأمس أثناء تجوالي بالأبرول في شارع الجمهوريه بالخرطوم ضمن فعاليات حملة النظافه التي دشنتها مبادرة الخرطوم بالليل لتنظيف شارع الجمهوريه
انتهرني حارس إحدى البنايات وانا أهم بالدخول إليها لتسليمهم خطابا مكتوبا يشرح أهداف المبادره وجدول نشاطها في الخرطوم لكن الحارس رفض شرحي وقال لي بالحرف :هات الجواب واتطلب الله وقد تم له ما اراد
احترت في أمر هؤلاء الحراس المستلبين دون أن اغضب… ألا يبدو مظهري بهذا الزي العمالي أقرب لنفس هذا الحارس ووظيفته العماليه الشريفه؟ لم كل هذه القسوه ولم الاجتهاد في المنع والإصرار عليه…ألم يستمعو لاغنيه الأبرول لمحمد عجاح:
ياريتو لو عارف
في بساطتو أروع زول
ياريتو لو عارف
الروعه في الأبرول
تذكرت ايضا ماسمي بعقدة استكهولم حيث احب الضحايا المجرم الذي أسرهم فغدت مثلا نفسيا يتدارسه خبراء علم النفس وقلت وانا ابتعد عن المكان لعلهم غفراء من استوكهلم والله اعلم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.