أضواء على السياسة المصرية تجاه السودان الآن وفى المستقبل

0 46
كتب: أ. أحمد عيسى تغيير
.
مصر تسعى بكل السبل لإستنساخ تجربتها السياسية فى السودان لأطماع إقتصادية وأمنية توسعية إستعمارية .. خاصة فى ظل تعاطيها مع ثورات الربيع العربى المزعوم والتى أنتجت تجربتين مختلفتين شكلا ومضمونا فى مصر حتى الآن .. تجربة ديمقراطية مدنية بقيادة د . محمد مرسي ( تجربة دولة مدنية ديمقراطية ذات طابع إسلام سياسى معتدل ) وتجربة أخرى دكتاتورية شمولية عسكرية بقيادة المشير عبدالفتاح السيسى بيد أنها إتسمت بإستراتيجية الحرب على الإرهاب ( محاربة الإسلام السياسى الراديكالي المتطرف)
وكل له حلفاءه وشركاءه الإقلميين والدوليين .. ولكن ما نود أن نقوله هو : إذا أرادت مصر أن تستنسخ تجربة عبد الفتاح السيسى فى السودان الآن فإنها سوف تعيد السودان إلي سنة ١٩٨٩ إبان ثورة الإنقاذ الوطني .. و إذا أرادت مصر أن تستنسخ تجربة د محمد مرسي فى السودان فإنها سوف تعيد السودان إلى عام ١٩٨٦ و ٨٧ و ٨٨ إبان حكم الإمام الصادق المهدي رئيس الوزراء المنتخب عليه رحمة الله أنار الله قبره وجعلها روضة من رياض الجنة بفضل شهر رمضان المعظم .
وإذا أرادت مصر أن توقع السودان في متاهة حرب المياه ليحارب السودان نيابة عنها حرب بالوكالة فإن مصر سوف تعود بالسودان إلي الوراء ١٠٠ عام قرن كامل إبان الإستعمار التركى المصرى للسودان و الإستعمار الإنجليزي المصرى للسودان
عليه .. إنطلاقا من هذه التجارب والمعطيات فإننا فى السودان قد تجاوزنا تجارب السياسية المصرية بكل أشكالها وألوان طيفها من ثورات الإستقلال فى الماضي حتى ثورات التغيير الآن فى ظل ثورة المعلومات و الإتصالات العولمة التي تجتاح المنطقة والعالم أجمع في القرن الحادى والعشرين .. نعم تجاوزناها بأكثر من ثلاثة عقود لأننا نؤمن و نعتنق مشروع التغيير ومعادلة السلام على أسس التغيير و إستراتيجية الحرب فى دارفور والسودان و العالم أجمع وهو مشروع سوداني خالص مستوحي من معين التراث الإنساني الذي لا ينضب وبلورناه كمشروع سياسى و إنساني مواكب لعصرنا الحاضر عصر ثورة المعلومات و الإتصالات العولمة وأيضا هو مشروع الألفية الثالثة بلا منازع ومشروع صالح لكل زمان ومكان ( مشروع التغيير ومعادلة السلام على أسس التغيير و إستراتيجية الحرب علي الإرهاب ) .. وأي محاولة من الساسة السودانيين المدنيين و العسكريين للتماهى مع التجارب المصرية فإنهم حتما سوف يعودون بالسودان ٣٠ عاما إلى الوراء أو ١٠٠ عام قرن كامل .. ومصيرهم حتما سوف يكون كمثل اللذين سبقوهم من قبل وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يذكرون !!!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.