1400 جثة

0 80

بسم الله الرحمن الرحيم

المصيبة ليست في الجثث المتكدسة في ثلاجة مشرحة مستشفى التميز الأكاديمي …!!

والمصيبة ليست في الروائح التي أزكمت أنوف المواطنين وأحالت حياتهم إلى جحيم ….!!

والمصيبة ليست في إنقطاع الكهرباء عن ثلاجات حفظ الموتى ….!!

والمصيبة ليست في محاولة تعليق شماعة الأخطاء على عاتق الطب العدلي …!!

والمصيبة ليست في الشرطة والنيابة و وزارة الصحة و ولاية الخرطوم والذين تباروا جميعاً في التنصل من المسؤولية …!!

المصيبة ليست في كل ما سبق فقط ؛ المصيبة الكبرى هي فضيحة تشريح الجثث المتكدسة في مستشفى ودمدني والبالغ عددها (168) جثة والتي تم تشريحها في خلال خمسة أيام …!! ؛ومحاولة تشريح جثث ثلاجة مستشفى التميز بنفس الطريقة …!!

هل تعلمون ماذا يعني هذا ….!! يعني ( كلفتة ) و ( دغمسة) و ( دفن الليل أب كراعاً برا ) ، يعني ( قوام قوام ) دون اتباع الخطوات الخاصه بالتشريح وإعادة تشريح الجثاميين و عمل ملفات كامله تحدد فيها كل المعلومات واخذ البصمه الوراثية وصوره لكل المتوفين بكل الاتجاهات واعطائهم أرقام متسلسلة ..

ومن ثم تأتي مرحلة الدفن والذي ينبغي أن يتم حسب الطرق القانونية المتعارف عليها وبحضور كل جهات الاختصاص وفي مكان يتم تحديده حسب رؤية وزارة الصحة.

ما يحدث الآن عزيزي القارئ أن الحكومة تحاول ستر فضيحتها بعد أن فاحت رائحتها عبر ( الكلفته) ، فحسب طبيب التشريح ممثل الطب العدلي أنه و حسب البروتوكول العالمي تحتاج كل جثة إلى ساعتين على الأقل للتشريح ، وأنه ينبغي أن يشرحوا ثلاثة جثث في اليوم ، وأضاف أنهم سيعملون فوق طاقتهم لتشريح تلك الجثث بمعدل خمس جثث في اليوم.

حسناً إذاعرفتم أن عدد طواقم التشريح تلك ثلاثة طواقم ستشرح في اليوم خمسة جثث فهذا يعني ١٥ جثة …!!

هل تعلم عزيزي القارئ أن عدد الجثث في ولاية الخرطوم فقط ١٤٠٠ جثة ….!!!

هذا يعني أن هذه اللجان تحتاج إلى ٩٣ يوم للتشريح ، وستكون هنالك فائض خمسة جثث لم يتم تشريحها …!!

و إذا أستبعدنا أيام العطل والإجازات و إجازة العيد (الطويلة) ومايمكن أن يتعرض له اعضاء تلك اللجان من ظروف مرضية وأسرية والأخت ( كورونا) ، فإننا عزيزي القارئ نتحدث عن أربعة شهور قادمة لتكمل اللجنة عملها.

هذا طبعاً إذا لم تأتي المزيد من الجثث في هذه الفترة من مجهولي الهوية أو حوادث السير أو البلاغات الحديثة لطلب التشريح تحت موادالموت في ظروف غامضة و الأخطاء الطبية و خلافه …!!

وإذا لم تحدث ايضاً ثورة أو مظاهرات أو حتى فض اعتصام جديد …..!!

خارج السور :

على المواطنين الذين يسكنون بقرب ثلاجات الموتى الإستعانه بالبخور و الكمامات ، و لا ترجو أملاً من حكومة متعفنة و متحللة اكثر من تلك الجثث.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.