ردود أفعال غريبة

0 52

كتب: عثمان ميرغني 

.

أمس فوجئت بالضجة التي أثارها حديثي في إذاعة “هلا” وبالتحديد الجزء الخاص بالتعليق على أداء الحكومة الانتقالية عامة ورئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك خاصة.. خلاصة حديثي كانت انتقاداً لضعف الأداء وتحذير من أن السودان سيدفع الثمن باهظاً إن لم تتغير طريقة اللعب في ربع الساعة الأخير من عمر المباراة..

مصدر دهشتي إن مثل هذا الحديث كررته كثيراً وكتبته في هذا العمود من الأيام الأولى للحكومة الانتقالية، فيبدو غريباً أن يثير الآن كل هذه الضجة..

، بل من قبل اختيار حمدوك رئيساً للوزراء بعد انتصار الثورة، حذرت من اختيار رئيس وزراء بمبدأ ( واحد من واحد) One Out Of One وقلت من الحكمة أن يكون رئيس أول حكومة للثورة خياراً من خيار من خيار.. تقدم قائمة ترشيحات ثم تصفى تدريجياً في عدة مراحل ليبقى آخر ثلاثة كلهم أفَضل جسرمن الآخر.. فيكون رئيس الوزراء مجرد خيار من خيارات متنافسة بقوة.. فإذا ما عجز عن إدارة الحكومة أو كان أداؤه متواضعاً، فسيكون سهلاً إحلاله.. من مجلس السيادة

لكن وكما حصل في ثورتي أكتوبر وإبريل دائماً الأحزاب تبحث عن الجسر الذي تعبر فوقه لتحقيق أجندتها لا القوي الذي يعبر بطموحات شعب السودان.

في العام الماضي قدمت مقترحاً عملياً، طالما إن فترة رئاسة المكون العسكري بالمجلس السيادي انتهت تقريباً أو كادت.. فالأفضل أن يكون الدكتور عبد الله حمدوك رئيساً لمجلس السيادة.. و سيحل محله في رئاسة مجلس الوزراء خيار جديد يراعى فيه أن يقدم

برنامجه قبل شخصه…

هذه الفكرة تحقق كل الحلول.. دكتور حمدوك يقفز مترقياً إلى رئاسة مجلس السيادة ويكون رمزاً لا تنفيذياً.. وذلك أقرب إلى شخصيته.. ويتولى منصب رئيس الوزراء شخصية تتمتع بالقدرة على استلهام روح الثورة واتخاذ القرارات القوية المطلوبة لإنجاز التغيير الحقيقي..

إستمرار الأوضاع كما هي عليه الآن سيدفع ثمنها الوطن والمواطن..وليس الأحزاب المتحاصصة..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.