( ليس بعد الكفر.. أحزاب.. )

0 46

كتب: عثمان ميرغني 

.

أسوأ ما قد تقود إليه الأضاع في السودان، هو شيوع حالة الكفر بالأحزاب كافة.. بعد أن تجرع الشعب السوداني كأس الخذلان ثلاث مرات بعد ثلاث ثورات..

فرغم أن الأحزاب هي ركيزة الديموقراطية، ولا ديموقراطية بلا أحزاب لكن الإحباط واليأس قد يدفع الشعب للربط بين الفشل والأحزاب فيرتفع صوت الترحاب بأي حكم شمولي خالي أحزاب.

التكالب النهِم على الكراسي والصراع المستمر على المصالح الحزبية في غياب كامل لمصلحة المواطن القومية، يجعل التجربة الديموقراطية في بلادنا متهمة في ذمتها الوطنية..  فقد أثبت التاريخ ثلاث مرات حواسم أن الشعب قادر على الإطاحة بأي حكم ديكتاتوري مهما تمترس بالأجهزة الشرسة ولكن ما أن يتسلم الحكم الساسة حتى يتحول الحكم إلى مغانم توزع بين أصحاب الحظوة، وتنتهي الثورة بانتهاء مراسم دفن شهدائها الأبرار.

الآن لا أحد يتحدث عن الانتخابات، وكأني بالأحزاب تستبطن تمديد الفترة الانتقالية  أقصى ما تتمنى.. ولا يظهر في الأفق برامج تلبي طموحات الوطن والشعب، فكل الذي يصبح ويمسي عليه البلد هو يوميات كسولة تحفظ الجاه لمن يحكم لا أكثر..

إذا أدخل إلى  قاعة امتحان مجلس الشركاء ومجلس السيادة ومجلس الوزراء ووضع أمامهم امتحان من سؤال واحد فقط، ماهي خطتكم للعام 2021 الجاري ربما لجمعت الأوراق بيضاء من غير سوء..  فالصافنات الجياد التي تعبر شوارع العاصمة جيئة وذهاباً بين المقرات الرسمية في القصر الجمهوري و مجلس الوزراء ومقار سكن السادة القادة، ليس في زحمتها سوى موظفين كبار يغدون ويروحون لا يحملون في كاهلهم ما يحمله الطالب العادي حينما يذهب إلى قاعة الامتحان ويعود.. فالطالب يعلم أن عاقبة الامتحان نتائج تقرر مصيره، بين النجاح والفشل، لكن السادة القادة لا يقلقهم هم الفشل ولا يرهقهم هم البحث عن النجاح.. هي مجرد يوميات عادية غير محفوفة بالقلق النبيل.. ومن أمن النتيجة أساء العمل..

بصراحة، إذا كان المطلوب وطن بمستقبل زاهر  فإن ما يجري الآن هو عكس ذلك تماماً ولن نقبض إلا الريح.. الأمر ليس فيه مجاملة .. أما أن تغير الحكومة مسلكها وتجتهد لتغيير الحال، أو أن يدفع الوطن كله ثمن الفشل الوخيم..

القرار في يد الشعب.. أما النجاح أو الفشل.. ولا توجد منطقة وسطى بين الجنة والنار..

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.