الخرطوم ــ السودان نت
دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقرير لها نشر يوم الثلاثاء الماضي، إلى زيادة الدعم للسودان من خلال إطلاق نداء تمويل جديد يسعى للحصول على مبلغ 477 مليون دولار أمريكي وذلك لمساعدة أكثر من 900,000 لاجئ في البلاد وما يقرب من ربع مليون شخص من مضيفيهم السودانيين في العام المقبل.
وذكر التقرير أن للسودان تاريخ طويل في استضافة اللاجئين وطالبي اللجوء، لكنه يعاني أيضاً من نزوح داخل البلاد، بينما يواجه أزمة اقتصادية حادة. وأضاف أن هذه الدعوة أتت في وقت تمر فيه البلاد بمرحلة سياسية انتقالية وتاريخية، وتتطلب تضامناً دولياً لتحقيق السلام والاستقرار.
وأبانت المفوضية أن أكبر مجموعة من اللاجئين الذين يستضيفهم السودان من جنوب السودان، حيث يلتمس حوالي 840,000 شخص المأوى في البلاد منذ عام 2013. في حين أن هناك حاجة أيضاً إلى موارد للاجئين الآخرين القادمين من تسع دول والذين التمسوا الأمان من العنف والاضطهاد.
وأوضحت المفوضية أنه في غضون ذلك، يواصل السودان استقبال اللاجئين الجدد. ففي دارفور أدى التدفق المستمر للاجئين من جمهورية إفريقيا الوسطى إلى المناطق النائية من ولايتي جنوب ووسط دارفور إلى ارتفاع أعداد اللاجئين من أكثر من 5,000 إلى ما يقرب من 17,000 شخص في غضون ثلاثة أشهر منذ سبتمبر 2019.
وفي السياق ذكرت أن اللاجئين في السودان يعيشون في أكثر من 130 موقعاً في جميع أنحاء الولايات البالغ عددها 18 ولاية. يعيش حوالي 70% خارج المخيمات في القرى والبلدات والتجمعات العشوائية. وأوضحت أن غالبية اللاجئين وطالبي اللجوء في السودان يواجهون مستويات عالية من الفقر، ومحدودية فرص الحصول على سبل العيش، ويتم استضافتهم في بعض من أفقر مناطق البلاد، حيث تواجه المجتمعات المضيفة أيضاً صعوبات.
وأشارت المفوضية الى إستفادة اللاجئين في كثير من الأحيان من الدعم السخي المقدم من المجتمعات المضيفة، إلا أن الأزمة الاقتصادية المستمرة في السودان أدت إلى تفاقم الوضع حيث لا تزال الموارد المحلية شحيحة.
وأوضحت أنها تعد جزءًا من الجهود الإنسانية المشتركة بين الوكالات لمساعدة حوالي 1.9 مليون نازح داخل السودان، بالإضافة ال انها تقود أيضاً قطاع الحماية وتعمل على حقوق النازحين والمأوى الخاص بحالات الطوارئ وتوزيع مواد الإغاثة. وأشارت الي تسهيل الحكومة الانتقالية في السودان إيصال المساعدات إلى المناطق التي كانت بعيدة عن متناول العاملين في المجال الإنساني، بما في ذلك في أجزاء من جنوب كردفان والنيل الأزرق وجبل مرة في دارفور.
وأبان التقرير أن سنوات من الصراع والاضطرابات أدت إلى تهجير أكثر من 600,000 سوداني كلاجئين في البلدان المجاورة – بما في ذلك أكثر من 300,000 لاجئ من دارفور في شرق تشاد. ألأ أنه منذ توقيع اتفاق ثلاثي بين حكومة السودان وتشاد والمفوضية في مايو 2017، اختار ما يقرب من 4,000 لاجئ سوداني العودة إلى ديارهم. ومن المتوقع عودة المزيد هذا العام.
وأوضحت المفوضية أن عملياتها في السودان واحدة من أكثر العمليات التي تعاني من نقص في الموارد حيث يتوفر 32% فقط من التمويل المطلوب من أصل 269 مليون دولار أمريكي.