ثوار في الموعد
كتب: كمال كرار
.
اليوم كانت دولة الإنقاذ المبادة حاضرة في قلب الخرطوم ومنذ وقت مبكر أغلق شارع الجامعة من أمام الخارجية وفي تقاطع شارع القصر مع الجمهورية كانت قاذفات البمبان واللهب تسد الطريق.
وعربات الشرطة والمدرعات وشاحنات الاعتقال كانت على طول شوارع عبد المنعم والطيار مراد وأمام البرلمان القديم.
وشمل الإغلاق تقاطع المك نمر مع الجمهورية المتجه إلى بري وهكذا كانت دولة القمع تجهز نفسها لموكب ٣٠/ يونيو.
وهذا ما حدث بالفعل في صينية القندول وفي موقف شروني وفي مجمع الطب. ومع اطلاق البمبان كانت المطاردات حاضرة بهدف الأذى الجسيم أو الاعتقال.
هذا المشهد وإن عبر بالكامل عن الدولة العسكرية وإرث النظام المباد وطبيعة هذا المشهد الانتقالي “الهبوط الناعم” أيضًا عبر عن بسالة الشعب السوداني وقوة شكيمته في الإصرار على مدنية الدولة ورفض الأجندة الأجنبية والشراكة مع العسكر.
هؤلاء الثوار المقاتلون هم حماة الثورة ولهيبها الذي لا ينطفئ. وبمثل ما صنعوا ثورة فإنهم قادرون على استردادها رغم أنف السلطة الانتقالية بشقيها.
وقل لي عزيزي القارئ كيف تعجز هذه السلطة عن توفير البترول والخبز والدواء على سبيل المثال وتنفق الأموال العامة “بالهبل” على أدوات القمع.
وبالأمس عندما كانت الثورة حاضرة في الشوارع كانت حرامية الثورة هربوا من مكاتبهم وأبراجهم العاجية إلى حيث الملاذات الآمنة في حي المطار وكافوري والمنشية وغيرها. لماذا؟ لأنهم لا يستطيعون منازلة الثوار.
موكب ٣٠ يونيو خطوة في مسار صعب لكنه غير مستحيل- ومعركة شعارها “تسقط بس” والضمير المستتر يشمل المكون العسكري والقوى المدنية التي خانت الثورة وباعت دماء الشهداء لقاء الفتات من الصندوق والبنك الدوليين وأسيادهم في الخليج العربي. وأخيرًا وليس آخرًا: دم الشهيد بي كم ولّا السؤال ممنوع.
وأي كوز مالو؟