عيدية بالونسة

0 49

كتب: جعفر عباس 

.

أحبائي الكرام كونوا بخير كل عام (رجاءً: التحية بصيغة المذكر لان شمل النساء بصيغة أحبائي قد يجعلني ضحية، خاصة وان أم الجعافر سمعتني أقول لمحدثي عبر الهاتف انه “يحوز ذبح المرأة للأضحية” عند فقهاء كثرين، فتطاير الشرر والشر من عينيها فقلت لها انني اقصد ان تذبح المرأة الأضحية بنفسها، ولا أظن انها صدقتني تماما).

ها نحن نستقبل عيد الفداء العظيم ومعظم أهلنا يمرون بظروف اقتصادية طاحنة، ويحسون بالحزن لعدم استطاعتهم شراء الخرفان، ونحن قوم نحسب ان الأضحية فرض عين ونكلف أنفسنا شططا كي نشتري الخراف ونذبحها يوم العيد، وقد يكون ذلك فقط من باب التباهي، كما الجعلي: نحن خروفنا ما بخاف الضبح حاشاهو/ نحن خروفنا من قام النطح بهواهو/ يوم يجري الخروف والناس بتجري وراهو/ نحن خروفنا حرَّم يقطع بصلتو براهو.

ارموا هم شراء الخروف، وتعالوا نرسم البسمة في ودوه بعضنا البعض بالحكايات الطريفة مثل عمكم الذي كان حزينا لأنه لم يتمكن من ذبح خروف العيد، ثم وابنه ممدد على سرير بالقرب منه قال له: يا بني اني رأيت في المنام إني أذبحك، فقال له الولد: بطل حركات يا أبوي لا أنت نبي لا أنا إسماعيل وخلي الخروف عليّ أنا، بينما فوجئ صاحبنا المفلس بخروف يدخل بيته فأمر زوجته بإغلاق الباب عليه كي لا يهرب، قائلا: لأن سيدنا إبراهيم نبي ارسل الله اليه كبش الأضحية، وانا شخص تعبان والخروف جاني من الشارع وأمورنا تيسرت، أما الرباطابي فسأل عن سعر الخروف وقيل له: 120، فصاح: أنا ما سألتك عن سرعته.

وتقول وكالات الأنباء إن عدم قدرة الناس على الشراء والذبح جعل خرفان السودان تهتف: شكرا حمدوك، فاشكروا الله على النفس الطالع والنازل، واسأل الله ان يديم عليكم تمام الصحة وان يعيش كل واحد منكم بقية عمره في سرور وخاطره مجبور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.