والي الخرطوم والتعايش السلمي مع النفايات وقبح المدينة

0 48

كتب: د. حيدر إبراهيم علي

.

هذا المقال موجه لوالي الخرطوم دون غيره من المسؤولين المتقاعسين عن خدمة الشعب، لأنه يحكم العاصمة وهي رمز السيادة الوطنية ورمز الدولة والإنسان، السودانيين والبوابة على العالم الخارجي وهي مرآة الوطن والتاريخ والحضارة. وعلى مستوى آخر ولاية الخرطوم هي التي يفوز فيها حزبه في أي انتخابات بعدد مقدر من الدوائر.

ومع كل ذلك يتعامل السيد الوالي مع العاصمة بقدر كبير من عدم الاهتمام والصهينة وتجاهل المطالب والنصائح وعدم احترام الشعب الذي يحكم باسمه. وأتعجب ما الحكم في هذا السلوك الغريب من مسؤول في عهد ثورة ديسمبر المجيدة. والغريب في الأمر أن السيد الوالي لا يستجيب للنقد ولا يرى بنفسه حال العاصمة. فهو يشق العاصمة كل صباح من مسكنه إلى مقر الولاية ولا تحركه هذه النفايات والطرق (المقددة).

يفترض أن يكون للولاية مصدر عائدات ضخم وثري بجمع ضرائب العقارات والتي تبلغ ملايين الدولارات نعم الدولارات لأن أغلب إيجارات الخرطوم يصر ملاك العقارات أن تكون بالدولار وهذه خطيئة مزدوجة، إهمال جمع الضرائب ثم السماح بحركة العملة الصعبة خارج بنك السودان، فمن المفروض أن تكون بلدية الخرطوم متابعة لكل عقود الايجارات ولكنها مشغولة بأمور أخرى لا ندري عنها شيئاً.

تغيب خدمات الثقافة والترفيه تماماً عن اهتمامات البلدية، لا توجد مكتبات عامة ولا قاعات ثقافية ولا أندية للشباب ولا ساحات رياضية، وفوق ذلك لا تساعد الولاية المبادرات الشعبية ومثال ذلك مبادرة الخرطوم بالليل، فقد تمنعت الولاية في تزويد المبادرين بسيارات نقل القمامة بعد جمعها، وتمت دعوة الوالي أكثر من مرة لحضور اجتماعات المبادرة وتشجيع المبادرين بينما يطير الوالي إلى الفاشر تلبية لمحليات بالمنطقة لأنها ستقوم بتهنئة سيادته.

بخصوص امكانيات الولاية يجب أن يحقق الوالي في مصير المنحة اليابانية البالغة 16 مليون دولار والمخصصة لنظافة الخرطوم فقط، وفي مصير السيارات المصممة للقيام بنقل النفايات وكيف تم تحويلها إلى لواري تجارية واستولى عليها الفاسدون والازلام.

لابد للسيد الوالي أن يدرك بأنه يحكم باسم ثورة شباب يتوق إلى الجمال والنور والضياء والمستقبل، فمن التناقض الواضح أن يكون مسؤولو ما بعد الثورة منحازون للظلام والنفايات والقبح فهذا يعني أنهم ثورة مضادة تسللوا إلى قيادة الثوار.

لا يوجد أي مبرر أو منطق في استمرار حال العاصمة بهذه الصورة الاستفزازية والمتخلفة. واتساءل بعيداً عن الواجب الثوري، ألا يشعر السيد الوالي بتأنيب ضمير على هذا التقصير والاهمال! لذلك على السيد الوالي أن يستيقظ ويحترم شعبه أو أن يترجل فوراً حفاظاً على سمعته الشخصية وسمعة الحزب الذي يمثله في عملية المحاصصة التعيسة.

إن ولاية الخرطوم في حاجة إلى إعلان حالة طوارئ خدماتية وانقاذها سريعاً من حالة الأوساخ والقبح، والامكانيات موجودة ومتوفرة ولكن ينقص المسؤولين الخيال والجدية والإخلاص للوطن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.