التُونِسِيــَّـــــــــــةُ تُناسِبنَـــــــــــــا!

0 50

كتب: آدَمْ أجْـــــــــــــرَىْ

.

نحن الحضارة والرقى، نحن معلمو الشعوب.. نحن.. ونحن.. حسناً، والصمود الأسطورى إبان ثورة ديسمبر خير شاهد، وتلك الحمية أتبعت بعدئذ بإنتكاسات قاضمة على حواف طريق حلزونى دائر حول حضن دكتاتورية مغلفة تترآءى خياراً محتملاً وملاذاً ممكناً. الواقع أن لا تونس ولا أى من شعوب الأرض إحترقت بالكيزان مثل إكتواء السودانيين فكان لا بد للفيزياء حضوره فى صنع رد فعل ثورى بضراوة أهوالهم..
قيل أن الإجراءات الثورية التونسية إنتكاس عن الديمقراطية، ذلك أن السلطة أتت عبر الانتخابات، والحقيقة أنها تدابير مسنودة بثورة شعبية خططت لها وأستخدمت القرارات الرئاسية صاعقاً، بعدها إندلقت الملايين إلى الشوارع، وهى الشرعية ذاتها وصوتها يعلو فوق صوت أى حكومة أو برلمان. هذه الجوهرة متوافقة مع تطلعاتنا على نحو فريد، كأنما ضلت طريقها، قفزت من هنا إلى هناك. التجارب القديمة منها والحديثة متفقة على تثبيت الإسلاموية بأوجهها كمشاريع فساد، حنظلها يصطحبها إلى السلطة، يزرع، وبالامكان حصد ثمره فى يومه الأول. طالبان فعلت، الجزائر جربت ومصر تجرعت، والعلاج بالكى والبتر والثورة، قواسم مشتركة بعدها تأتى لملمة الحطام.
الخديعة الإسلاموية كامنة فى بريق الكلمة المنطوية على مصداقية زائفة تجلب إلى هذا المشروع ذوى نوايا حسنة يكونون حمائم وسط نسور تلتهمها لا ريب! والسمة ذاتها تمكنه من جمع أصوات إنتخابية يخونها حتماً، ذلك أن العقل الجمعى الإسلاموى بخطورته وعدوانيته معادٍ للمجتمع الذى نبت فيه ولكل غيرٍ مختلفٍ. أصحابه مدراء عالم لا يحتمل إلا الشر، حتى عندما ينشقون على أنفسهم ويقتتلون، يستميتون عند أبواب الخزائن حيث الحديث بلغة الغنائم، أمساكهم بسيف العدالة غرضه واحد، ثنيه، تشويهه، تعويقه وجعله ظلماً صريحاً، فساداً وإفساداً وإمتداداً للجريمة.
السلطة التونسية صاحبة القرار والشعب التونسى أبعد مما يمكن وصفهما بالتعجل، ذلك أنهما منحتا إسلاموييهما الوقت التقليدى الذى تتكشف خلالها السوءات، جُربوا فى الولاية على المال العام وأختبروا فى إدارة منظومة العدل، وقد أوقعوا عليهما أضراراً بليغة، وبذلك جردوا أنفسهم من أى صوت يعتمدون عليه خلافاً فلم تتبق لهم إلا أصداء أصواتهم الذاتية، ذلك درس إن شئنا تعلمه من معلمى الشعوب الحقيقيين!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.