واقعة خطيرة.. وصمت مريب!!..
كتب: د. مرتضى الغالي
.
نتحدث عن (فاولات جسيمة) يرتكبها بعض القادة النظاميين في الجيش والأمن والشرطة فيقولون لك: دعوهم إنهم شركاء الثورة ورفقاء الانتقال.. فنقول بلسان الحال (سمعاً وطاعة) ثم نتفاجأ بأن مدير الاستثمار بجهاز المخابرات العامة (ويا للهول.. وصدّق أو لا تصدّق) يقوم بتحويل آلاف الدولارات لفلول الإنقاذ بتركيا…!! فهل تبارك النوايا يا صاحبي أم تجابه الواقع..؟! وهل تسبح في الأحلام أم تصطدم بجدار الحقيقة حتى تشج رأسك..؟!
كيف بالله جرى إرسال هذا الأموال..؟ ومن أي خزينة عامة..؟! وأي لص من فلول تركيا قام باستلامها..؟ وعبر أي بنك تم تحويلها..؟ وما هي وظيفة مدير الاستثمار في جهاز المخابرات..؟ وكيف تُدار الشؤون المالية والحسابات فيه..؟! وأي نوع من هذا الاستثمار يقوم به هذا المدير وإدارته..؟ ومن يقوم بمراجعة أموال الجهاز، وكيف يتم الصرف منها والتصرّف فيها..؟! ومن أين حصل هذا الرجل على الدولارات..؟! ومن هو المشرف على عمله داخل الجهاز..؟ وأين هي إيصالات الاستلام ومستندات التحويل والدفع..؟! وأين بنك السودان المركزي من هذه الأموال العامة التي تنتقل إلى تركيا لتغذية مؤامرات الفلول..!! ولن نقول أين ديوان النائب العام والنائب العام فهذه حالة وصلنا فيها إلى مرحلة (إراحة الدماغ) بعد قناعة بأن هذا الديوان يعيش في وادٍ غير وادي الناس، إنه (ليلى المريضة بالعراق).
هي أسئلة تتوالد بلا نهاية، فهل من مجيب..؟! لكن أسمع معي ما أعلنته مصادر لجنة تفكيك نظام الإنقاذ، وهو أن الفريق أمن (ياسر حسن عثمان) مدير الاستثمار بجهاز المخابرات تم القبض عليه تحت تُهم تتعلق بالفساد وغسل الأموال والاتجار في النقد الأجنبي وتخريب الاقتصاد الوطني (هل تغطي هذه المواد هذا الجُرم الفادح)..؟!! وروَت مصادر اللجنة أن ضابط الأمن ياسر يعمل منذ بداية نظام الإنقاذ وبعد الثورة (وحتى الآن) في جهاز المخابرات،وأن اسمه ارتبط بملاحقة المُعارضين، وتم ضبطه متلبساً بتحويل (مئات الآلاف من الدولارات) إلى فلول النظام المقيمين في تركيا..(لم يفصح الخبر عن الأشخاص الذين استلموا التحويلات ولم يذكر اسم “كرتي 99” أو الداعية الهارب “صاحب اللحية الفالصو”)..!!
وأكدت المعلومات أن الضابط ياسر المتهم بالتحويلات قام بزيارة تركيا قبل شهور (بصورة مشبوهة وغامضة وملتوية) وأنه التقى بعدد من قيادات الفلول هناك..!! ولك أن تعجب ما شاء لك العجب في بقاء مثل هذا الرجل على قمة جهاز الأمن وعلى رئاسة إدارة الاستثمار (ونحن لا ندري في ماذا يستثمر جهاز المخابرات)..؟! فهذه من البدع الإنقاذية التي لا تجد شبيها لها في جهات الدنيا الست)..! وتشير المعلومات إلى أن وجود هذه الرجل في هذا الموقع أتاح له التصرّف في هذه المبالغ الطائلة وإرسالها للفلول..! فهل يتصرّف هذا الرجل من تلقاء نفسه أم يقوم بتنفيذ تعليمات من جهات أعلى..؟! (أين بقية الضباط الذين يعملون في إدارة الاستثمار)..؟! ذلك أننا لم نسمع أن هذا الجهاز قد أعلن أنه (جهة ربحية) غير تابعة للدولة تمارس عملها على نظام (الشركات القابضة) في الاستثمارات والتحويلات، وأن له فرعاً في تركيا..!!
يا ترى هل تدخل هذه الواقعة ضمن مؤامرة كبرى..؟! في كل الأحوال هي واحدة من القرائن التي تفسّر الرفض الصريح المتكرّر لإصلاح الهياكل الأمنية والعسكرية..!! فهل هناك مدعاة أكبر للدهشة المُزلزلة من تمويل الفلول من داخل مؤسسات الدولة الأمنية..؟!! هل نعيد الحديث المُعاد عن فلول الإنقاذ الكامنة بين تلافيف المؤسسات النظامية والأمنية والمخابراتية للدولة..!! ويقولون لك يا صاحبي: دعوهم إنهم شركاء الثورة وحُماة العرين.!!