النظام البائد (العائد) !

0 83

كتب: د. زهير السراج 

.

* يعرف الكل أن النظام الفاشى للحركة الاسلامية ظل جاثما على صدر الشعب بتآمر المكون العسكرى الذى وقف حائلا دون سقوطه وتفكيكه، لسبب لا يخفى على أحد وهو انه جزء لا يتجزأ منه، وظل يعمل على حمايته بكل شراسة، تتضح من حجم العداء الذى واجه به لجنة ازالة تفكيك التمكين وإعاقة عملها، والحقد الذى يتبدى الآن فى فتح بلاغات جنائية زائفة ضد بعض أعضاء اللجنة (وآخرين)، أراهن أنها لن تصل الى المحكمة أبدا حتى لا يتضح زيفها والحقد الكامن فيها، وانما ستظل سيفا معلقا فوق الرقاب يلجأ إليها الانقلابيون كلما إستدعى الحال، وهو نفس الأسلوب الذى كان يستخدمه النظام الفاشى، ولا غرو فى ذلك، فالاثنان سيان!

* أذكر أننى كتبت الكثير من المقالات، أحذر فيها من الثقة فى المكون العسكرى وعن ضرورة التعامل معهم بحذر، قلت فى احداها، وكان ذلك قبل وقوع مجزرة فض الاعتصام (وبالتحديد فى 19 مايو، 2019) … “هل ثار الشعب وقدم اغلى التضحيات لكى يتخلص فقط من الرئيس المخلوع وقلة من المجرمين الفاسدين فقط، ويبقى النظام الجائر المجرم كما هو، يتمتع كل قادته وزبانيته الذين ارتكبوا ابشع الجرائم والمفاسد بحريتهم خارج السجون، بل لا تزال الغالبية في مواقعها تدير شؤون الدولة في الداخل والخارج، وتفعل ما بدا لها، تسرح وتمرح وتسرق وتنهب وتحكم وتتحكم وتمد لسانها ساخرة من الثورة والثوار والملايين التي خرجت الى الشوارع، ومن المعتصمين في الساحات والميادين ومن ارواح الشهداء والدماء الطاهرة التي سالت من اجل التغيير ومن كل شيء .. أي ثورة تسمح بذلك؟!

* هل ثرنا لكى يظل الذين قوضوا الشرعية الدستورية في عام 1989 وارتكبوا الجرائم البشعة في بيوت الاشباح وفى العيلفون وفى بورتسودان وفى امرى والمناصير وفى رمضان وفى سبتمبر وفى ديسمبر ويناير وفبراير ومارس وابريل وكل شهور العام، وقتلوا مئات الآلاف في دارفور وشردوا الملايين، ودمروا البلاد واضاعوا السيادة ونهبوا الثروات… جاثمين على صدورنا؟!

* الذين ارتكبوا تلك الجرائم لن يترددوا في ارتكاب غيرها وابشع منها إذا ظلوا يجلسون على المقاعد، يحكمون ويُنظّرون ويسافرون ويتحدثون ويقررون باسمنا، بينما ينظر بعضنا إليهم معجبا ويدعو للتفاوض والتصالح معهم، ويطالب بإشراكهم في السلطة ليواصلوا مسيرتهم (الظافرة) في القتل وسفك الدماء والنهب والسرقة، ويُصدّق ويروج لاحاديث الافك التى تصدر عنهم باستعدادهم لإجراء انتخابات وتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة، ويصفق لهم!

* من يُصدِّقهم فهو واهم وغشيم لا يدرى شيئا عن اخلاقيات وسلوك النظام الفاشي الفاسد الذى لم يسقط بعد، والسقوط الأخلاقي لقادته وزبانيته، وافتقادهم للقيم الانسانية والسودانية الكريمة!

* الطريقة الوحيدة للتعامل معهم هي مواصلة الثورة عليهم بكل الوسائل السلمية المتاحة، وازاحتهم عن السلطة بالمد الثوري الشعبي الكاسح ونضال الثوار الذين يتكبدون مشقة الاعتصام والعطش والجوع تحت وهج الشمس الحارقة!

* هذه الفئة لا يصلح معها حوار او تفاوض، لقد اعتادوا على القتل وسفك الدماء والمراوغة والمكر والخداع والأنانية، تأملوا فقط تهديد بعض قادتهم بقطع الرؤوس واطلاق (كتائب الظل) لتفتك بالمتظاهرين السلميين، والجرائم الوحشية التي ارتكبوها بإطلاق الرصاص على رؤوس وصدور المتظاهرين السلميين، حتى بعد سقوط المخلوع!

* حتى الاطفال لم يتركوهم … الطفل (محمد العبيد) كان سعيدا بالتظاهرات، يجري هنا وهناك، يقترب من العساكر ويهتف في وجوههم (تسقط بس) ثم ينفلت عائدا الى حيث بقية المتظاهرين.. ذات مرة اقترب من أحد العساكر، هتف بسعادة (تسقط بس)..صوب العسكري سلاحه نحوه وبهدوء أطلق عليه الرصاص.. رصاصة في الرأس ..مات في الحال !!

* الطبيب (بابكر عبدالحميد) خرج إليهم رافعا يديه ليخبرهم بانه طبيب يقوم باسعاف المصابين، فما كان منهم إلا ان تهكموا منه واطلقوا عليه رصاصتين اخترقتا صدره وتشظت داخله الى اربعة عشر رصاصة!

* هذه فئة اعتادت على القتل وسفك الدماء وارتكاب الجرائم، من ذهب منهم واختفى من المشهد، ومن لا يزال باقيا، فهل يصلح معها الصلح والتفاوض؟”!

* كان ذلك ما كتبته قبل مجزرة فض الاعتصام، وكررته كثيرا بعد ذلك ولكن لم يستمع أحد .. ولا يزال البعض حتى بعد وقوع الانقلاب المشؤوم فى ٢٥ اكتوبر والتعيينات الاخيرة التى تفضح هوية الانقلابيين يثق بهم ويدعو للتعامل معهم، مصدقا أنهم سيسلمون السلطة الى حكومة مدنية منتخبة، بينما تدل كل الظواهر والمعطيات على عكس ذلك!

 

* لا صلح لا شراكة لا تفاوض.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.