عبد الكريم الكابلي
كتب: طلحة جبريل موسى
.
رحل الفنان عبد الكريم الكابلي عن دنيا الناس هذه بلا ضوضاء بعيداً عن وطن يعاني ظلماً وعسفاً.
رغب الكابلي أن يغادر في هدوء، وكان له ذلك.
في غنائه وأحاديثه وولعه بالتراث الفني، يعد خير ممثل لقامات الغناء والفن في السودان. كان مجايلوه جميعاً من القمم ، وكان هو قمة وسط الققم.
تميز بقدراته المعرفية وجاذبية الشخصية ، وصوته المتموج : يغرد به ، يغني به ، يُطرب به .
كان يصل دائماً إلى عمق التراث وإلى جديد النغم .
تعرفت عليه عن قرب عندما كنت في واشنطن، كنت قبل ذلك قدمته للجمهور المغربي عندما غنى وأبدع في الرباط ، وأجريت معه يومئذٍ حواراً صحافياً ماتعاً .
سعدت كذلك بتقديمه في واشنطن في حفل نظمته الجالية السودانية، وطُلب مني في تلك الأمسية محاورته أمام الجمهور وكنت وقتها رئيساً لاتحاد الصحافيين السودانيين في أميركا.
تحدث يومها حديثاً يلامس شغاف القلوب
رحم الله عبد الكريم الكابلي المثقف والفنان والإنسان.
عاش حياة أكبر من الحياة ، وسيبقى في رحيله مقيماً لا يرحل.