في ذكراها الثالثة.. الثورة تزداد وهجاً

0 82

كتب: تاج السر عثمان بابو 

.

1/ في الذكري الثالثة لثورة ديسمبر ، ما زالت نار الثورة مشتعلة وتزداد وهجا وضياءً ونورا، فقد خرجت مليونية 13 ديسمبر في الذكري الثالثة لاندلاع الثورة من الدمازين وتحت شعار” كل البلد دارفور” ، و”لا شراكة ولا شرعية ولاتفاوض” ، بل اسقاط لانقلاب ، وقيام الحكم المدني الديمقراطي ، فقد توجه ثوار مدينة بحري الي مدينة أم درمان بشعار ” من بحري لأم درمان ومن دارفور لبورتسودان ، كل الوطن سودان” ، والذين استقبلهم ثوار ام درمان في حشد اعاد حصار ثوار المهدية للخرطوم.

ورغم اغلاق كل الشوارع الرئيسية المؤدية للقيادة العامة بالدبابات والأسلحة الثقيلة ، والانتشار الكثيف لقوات الشرطة في وسط العاصمة ، توجه ثوار الخرطوم للقصر الجمهوري بشعارات ” سلما سلما صوب القصر .. سلما سلما حتى النصر”، ووصل الثوار القصر ، الذين استبسلوا رغم القمع والعنف المفرط بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية مما أدي لاصابات وحالات اختناق ، ورغم القمع المفرط استمرت المواكب صامدة أمام القصر الجمهوري . واستنكارا لدعم اسرائيل للانقلاب احرق الثوار علم اسرائيل ، وطالبوا بوقف التطبيع مع اسرائيل.، كما رفضوا وصاية العسكر علي العملية السياسية في البلاد.

كما خرجت مدن السودان الأخري مثل : الفاشر ، نيالا، الدمازين ، عطبرة ، مدني ، المناقل ، بورتسودان ، الأبيض ، القضارف ،، مع مشاركة لافته للطلاب كما في الفاشر ، وطلاب المجمع الجنوبي لجامعة السودان . الخ ، فقد كانت مواكب حاشدة ، اكدت اتساع قاعدة الثورة.

كما جاءت مليونية 13 ديسمبر ” بروفة” لمليونية 19 ديسمبر ذكري اندلاع الثورة في عطبرة واستقلال السودان من داخل البرلمان ، مع العزم علي حشود جماهيرية ومليونيات المشي علي الاقدام الي القصر الجمهوري من الأقاليم التي قررت الزحف للخرطوم مثل : عطبرة ، الحصاحيصا ، كردفان ، سنجة ، الدمازين .الخ ، لمحاصرة الانقلاب ، مما يشكل تحولا ثوريا كبيرا في مسار ثورة ديسمبر ، ويفتح الطريق لاسقاط الانقلاب والتصفية الكاملة لنظام الانقاذ واسترداد الأموال المنهوبة ، ووقف نهب اراضي وثروات السودان (محاصيل نقدية ماشية ، ذهب وكروم ويورانيوم) بواسطة قوات الاحتلال الأجنبي من المرتزقة لمصلحة الامارات ومصر والسعودية وانجاز مهام الفترة الانتقالية التي تمهد الطريق لانجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية بانجاز الاصلاح الزراعي وتوفير الغذاء وتحسين الأوضاع المعيشية ومجامية التعليم والعلاج والدواء ، ودعم الدولة للسلع الأساسية ، وتوفير خدمات المياه والكهرباء واصحاح البيئة ، وقيام المجتمع الزراعي الصناعي المتطور والثورة الثقافية الديمقراطية التي تبعث ثراثنا المتنوع ، مما يعزز وحدة البلاد من خلال تنوعها.

2/ دخلت ثورة ديسمبر عامها الثالث وهي أكثر قوة وعنفوانا رغم العثرات والمتاريس التي وقفت في طريقها آخرها انقلاب 25 أكتوبر الذي وجد مقاومة جماهيرية كبيرة وباسلة مازالت مستمر ومتسعة حتى الآن ، فقد خرجت أكثر من 8 مليونيات شملت أكثر من 54 مدينة وقرية في كل ولايات السودان اضافة للحراك الجماهيري الاخر من اضرابات واعتصامات ووقفات احتجاجية ، وتضامن واسع داخلي وخارجي مع الشهداء والجرحي والمطالبة باطلاق سراح المعتقلين ، ومحاصرة لسفارات الدول الداعمة للانقلاب في الخارج (الامارات ، مصر ، السعودية . الخ).

وبلغ عدد الشهداء (44) شهيدا ، واصابة أكثر من 600 من الثوار بعضها اصابات خطيرة ، علما بأن يوم 17 ديسمبر كان الأكثر دموية ، فقد بلغ عدد الشهداء 15 جلهم في مدينة بحري ، كما تمت جملات تضامن واسع مع شعب دارفور ومنطقتي جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق واستنكار الابادة الجماعية وحرق القري وتهجير الالاف من قراهم ، من مليشيات الدعم السريع بهدف الاستيلاء علي اراضيهم الخصبة ومراعيهم ، والثروات المعدنية (ذهب ، كروم ، يورنيوم . الخ) وتهريبها للخارج الي تشاد والامارات ومصر ، كما شاركت في القمع كل القوات (دعم سريع ، شرطة ، حركات مسلحة) رغم ذلك استمر النهوض الثوري ، واتسعت قاعدته.

3/ مع استمرار وتصاعد المد الجماهيري الثوري الذي يعتبر العامل الحاسم في تغيير الموازين لمصلحة شعب السودان ، وسيطرته علي موارده ، وتحقيق سيادته الوطنية ، فقد اصبح الخطر المباشر الآن هو قوات الاحتلال المرتهنة للخارج” مليشيات الاحتلال الجنجويدي وجيوش الحركات. الخ”، التي من المهم الاسراع في الترتيبات الأمنية لحلها قيام الجيش القومي الموحد ، مما يتطلب تعزيز الوحدة في أوسع تحالف لاسقاط الانقلاب ووثيقة دستورية جديدة تؤكد الدولة المدنية الديمقراطية والديمقراطية والحل الشامل والعادل ، وتحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية .عليه لا مجال لتكرار النغمة والفزاعة التي تعيدنا لحديث المخلوع البشير أن اسقاط نظامه سوف يحول السودان الي يمن أوليبيا أو سوريا أخري، في حين أن انقلاب اللجنة الأمنية الحالي هو الخطر المباشر الذي يهدد وحدة البلاد ، من خلال تعدد جيوش الحركات ومليشيات الدعم السريع والنظام البائد.

كما لا مجال لاشاعة اليأس بالادعاء أن استمرار المليونيات والمواكب لا جدوي منه ، ولا تسقط الانقلاب ، علما بأن كل الأنظمة الانقلابية الديكتاتورية سقطت بالوجود الجماهيري في الشارع ، سواء كان في المواكب والوقفات الاحتجاجية ، والاضرابات والمذكرات والاعتصامات وانتفاضات المدن واستمرار التراكم النضالي حتى اسقاط الانقلاب كما حدث في ثورة أكتوبر 1964 ، وانتفاضة أبريل 1985 ، وثورة ديسمبر التي اطاحت برأس النظام ومازالت الثورة مستمرة لاستكمال تصفية النظام البائد وتحقيق أهدافها.

4/ كان طبيعيا أن تستمر المواكب بعد انقلاب 25 أكتوبر لتحقيق أهداف الثورة ، فالمواكب ليست نهاية المطاف ، بل تشكل حلقة في حراك الجماهير بمختلف الأشكال ، وتنظيمه الدقيق ، وتراكمه ، وقيام وتمتين أوسع تحالف لقوي الثورة لاسقاط الانقلاب بوثيقة دستورية جديدة ، وميثاق حد أدني ملزم ، ومواصلة التراكم النضالي الجماهيري حتى الانتفاضة الشعبية والاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاطالانقلاب ، وتحقيق البديل المدني الديمقراطي ، وتحقيق اهداف الثورة فعلا لا قولا كما في :

– العدالة والقصاص للشهداء في مجزرة القيادة العامة ، وشهداء ما بعد انقلاب 25 أكتوبر ، وشهداء مقاومة انقلاب الانقاذ لمدة ثلاثين عاما ، ومجازر دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق ، وتسليم البشير ومن معه لمحكمة الجنائية الدولية.

– وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية ، ووضع الدولة يدها علي ثروات الذهب والبترول والمعادن ، وشركات الماشية والمحاصيل النقدية ، وشركات الجيش والأمن والشرطة في يد وزراة المالية.

– وتفكيك التمكين واستعادة أموال الشعب المنهوبة ، وعودة المفصولين العسكريين والمدنيين.

– حل كل المليشيات وجيوش الحركات وقيام الجيش المهني القومي الموحد ، استقلال القضاء والنائب العام ، وتكوين مجلس القضاء ومجلس النيابة لانتخاب رئيس القضاء والنائب العام ، وحكم القانون واصلاح النظام العدلي والقانوني والغاء كل القوانين المقيدة للحريات ، وتكوين المجلس التشريعي الذي يختار المجلس السيادي و الحكومة ويحاسبها وتكوين المفوضيات.

– الحل الشامل والعادل الذي يخاطب جذور المشكلة ، وحل المليشيات وعودة النازحين لقراهم وتعويضهم وحل المليشيات وجمع السلاح ، وعودة المستوطنين الأجانب لبلدانهم.

– التوافق علي “وثيقة دستورية ” جديدة تؤكد الحكم المدني الديمقراطي ، وقيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية ليقرر في شكل الحكم ، والتوافق علي دستور ديمقراطي وقانون انتخابات متوافق عليه يؤدي لقيام انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية.

– السيادة الوطنية بالابتعاد عن المحاور ، الغاء اتفاقيات القواعد العسكرية ، وقف ارسال المرتزقة لحرب اليمن وسحب جنودنا منها ، وقف التدخل الكثيف في الشؤون الداخلية للبلاد ونهب ثروات البلاد الزراعية والحيوانية والمعدنية ، استعادة كل أراضي السودان المحتلة (حلايب ، شلاتين ، ابورماد ، كل الفشقة) واعادة النظر في كل اتفاقيات الأراضي الزراعية ، ومراجعة عقود ايجاراتها التي بلغت 99 عاما دون مراعاة لمصلحة شعب السودان وتنمية مناطقه ولحقوق الأجيال القادمة ، وقيام علاقات خارجية متوازنة.

المجد والخلود للشهداء وعاجل الشفاء للجرحي وعودا حميدا للمفقودين ، والحرية لكل المعتقلين السياسيين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.