شائعـــــــــات آخر الليـــــــــــــل

0 77

كتب: آدم أجــــــــــــــــــرى

.

إنه إصطدام حركات الكفاح المسلح الموقعة على سلام جوبا، بالأحزاب التى شكلت الحكومة بموجب الوثيقة الدستورية، وعسكريون فرضوا أجندة ثالثة، والكيزان الذين يشكلون حضوراً فى كل الولائم هم أصحاب الأجندة الرابعة –لعبوا بهم سياسة- التحديات التى واجهتها الكيانات السياسية لا تكمن تشكيل الرأى وحده، بل أيضاً غياب الجرأة فى التعبير عن هذا الرأى. الأصوات الصادحة فى كل مناسبة، تخشى المغامرة فى هذه الموجة الثورية تفادياً لمزالق توظف ضدها، تقول للعامة شيئاً وللخواص شيئاً آخر -نفاق- وذاك الإعلان السياسى لم يكتبه حمدوك وحده بل شاركته كيانات سياسية ومن يسمون أنفسهم -شخصيات وطنية!- ساعة التوقيع عليه لم يجد أياً منهم حاضراً، غابوا جميعاً، تشكك فى وقوع خطب ما، وكان أقرب إلى التأجيل لولا تلقيه التوضيحات –الأعذار- الصحيح برأينا النظر إلى هذا الرجل بإعتباره آلة عمل، تكنوقراط تفكيره برامجى، سلوكه تنفيذى، لغته المكاسب والمخارج. لكن صعب على الأحزاب التعاطى مع هذه الحالة فباتت منتظرة منه سلوكاً سياسياً، أن يكون لها وسيلة لتصفية حساباتها. أتفاقه مع الإنقلابيين، كان تمهيداً لنزع سلطاتهم المتمددة غير المستحقة، شرع فى تطبيقه، وبدلاً من إتخاذه أداة لنزع المزيد، تحفر تحته وتتوعده. الشائعات الليلية لها مقاصدها روجت إستقالته، تغيبه عن مكتبه وتوجيهه طاقمه بالإستعداد للتسليم والتسلم، مع تضاعف خسائر الشارع تتهيأ الأجواء لصعود كوز -معروف- يحل محله. الثورة بلا قيادة موحدة، ولأصحاب الشائعات ولأحزاب الحكومة الأربعة أرض خصبة، يوقعون فى المواكب أحداثاً، يسرّبون أصواتاً، أحد الثوار أعلنوه شهيداً لكنه بدد الشائعة بنفسه والالة الإعلامية لم تمسك بعد عن تدويرها. الثورة إستعارت من الثور طبيعته، المواجهة لا قيمة لها، التصدى لا ينفع، التخذيل لا ينجح، التأثير الممكن عليها هو فقط بالتصعيد، صب الزيت، نثر المهيجات، الغاز المسيل للدموع إثارة. مزاجها الحالى مقروء أنه ضد البرهان، ضد العسكريين، ضد المجلس السيادى، وهم من عليهم إيجاد مخارج لأزماتهم. الثوار ولجان المقاومة يؤكدون أن لا شأن لهم بحمدوك، يشتغلون شغلهم وعليه إشتغال شغله. لكنه بجانب الشارع المضطرب، وقف أمام مطب فرضه إعلانه السياسى الذى قدم تشكيل التشريعى على الوزارى، إذن هو محتاج للأحزاب لتجاوزه والكيانات الأربعة إستثمارها المزيد من الإضطراب، مضاعفة المتاريس المتوافقة مع المزاج الثورى الهائج، الذى يعلق كافة الأمور ريثما تحصل هذه الأحزاب على ما تريد رغم كلفته البشرية. وقتذاك يمكن التراجع، والتسكين والتفكير فى أعادة الشياطين ملائكة كما كانوا..

1 يناير 2022م

#نتمنى_لكم_عام_سلام_بلا_مآتم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.