رسالة من والد الشهيد ابو العاص حامد ابو القاسم

0 65

 

الى أبنائي وبناتي الطلاب :-
كلمات صادقة صادرة بلسان أبوكم حامد أبو القاسم، أحيطكم علماً بأني قد خرجت من السودان قاصداً دولة قطر في سبيل توفير لقمة عيش كريمة لأولادي، وظللنا هناك لمدة عشرين عاماً برفقة سودانيين طيبين، لم نظلم أحداً ولم يشتكي منَّا كل من تعامل أو وسمع بنا، وعلى الرغم من مرارة الغربة إلا أنني كنت وما زلت سعيداً وأنا أرى أبنائي يكبرون يوماً بعد يوم، ويتفوقون في الدراسة، خاصة أبني البِكر (أبو العاص) فقد كان يحفظ القرءان ويحفظ الخير لزملائه ولأسرته وشهد له الجميع بذلك، الى أن وفقه الله ودخل جامعة الجزيرة، من حقه أن يختار طريقه الذي أختار طالما كان في سبيل الوطن والمصلحة العامة، ويعمل بالسلم لا بالعنف دون أن يظلم أحداً، لكن جريمة قتله وهو في مقتبل العمر أن يتم دراسته الجامعية بعد، ودون وجه حق. فقد كان ابني يُعبِّر عن رأيه كغيره مثله، تم الاعتداء عليه غدراً وخسة وكان اأستشهاده، ابني لم يُحفظ هنا، بينما وفَّرت له ولنا دولة قطر الأمن والأمان!!!

أبنائي وبناتي :-
أتساءل وأنا في حيرى من أمري… لما يُقتل من يقول الرأي الآخر؟ لماذا كل هذا البطش والتنكيل؟ إلا من سبيل لإيجاد حوار بنَّاء من غير ضرب أو اذى؟ ولصالح من يتم ترويع أسر وعائلات وإلحاقها بالضرر والذُعر ؟ وما الغرض من العدالة كمفهوم؟ وكيف تتأتى تلك العدالة؟ وهل هذه هي الطريقه المُثلى لتقدير كل ما حدث؟

أبنائي وبناتي الطلاب:-
أنا راضٍ كل الرضاء عن كل طالب مناضل، وفي سبيل قضيته يتعرَّض للأذى، وأشيد بمواقف الجميع حيال قضية الشعب السوداني، وقطعاً لا أعتبرها قضية ابني، أدعوكم للابتعاد عن العنف والتطرف والطيش والهوس، وأتمنى لكم السلامة والحفظ والرعاية، كي ينعم بكم وطنكم وأهلكم حين تتخرجون من الجامعات، فالمستقبل يعتمد عليكم يا أبنائي، فأنتم القدوة التي يحتذي بها الآخرون، والنموذج المُشرِّف للأجيال القادمة، عليكم ان لا تستسلموا نهائياً.
رحمك الله يا أبنى.. وانأ والدك، أشهد أنني راضٍ عنك… راضٍ عنك… راضٍ عنك…

 

حامد ابوالقاسم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.