المتاريس لحماية الثوار =============

0 70

كتب: عمر الدقير

.

 “المجد للمتاريس” .. هذه عبارة رددتُها في عدة مخاطبات خلال حراك ثورة ديسمبر المجيدة، و لا زلتُ مُصِرّاً عليها في ذلك السياق، سياق الصمود و الفداء في درب العمل السلمي المقاوم للإستبداد من أجل الحرية و الحياة الكريمة .. ذلك دربٌ مَشَتْ فيه أجيالٌ من أبناء و بنات شعبنا في مواجهة أنظمة الحكم الشمولي الإستبدادى – التي ابْتُلِيَ بها وطننا منذ الاستقلال – و التي لم تتورع عن مواجهة مقاوميها السلميين بالقمع الدموي المفرط .. و كانت “المتاريس و اللساتك” هي دروع المقاومين السلميين لِصَدِّ القمع و حماية أنفسهم و حقهم المشروع في المطالبة بالحرية والحياة الكريمة.

 

و لا غرابة أنْ ظلت أجيال السودانيين المتعاقبة تحتفي بليلة المتاريس (ليلة التاسع من نوفمبر ١٩٦٤ التي كانت تتويجاً حاسماً لحراك ثورة أكتوبر المجيدة)، و لا تزال أفواه الأحرار تردد مع محمد الأمين كلمات مبارك حسن خليفة التي نَظَمَها “تمجيداً” للمتاريس التي شَيّدَها الثوار الأوكتوبريون:

 

المتاريسُ التي شَيّدَتْها

في ليالي الثورةِ الحمراءِ

هاتيكَ الجُّموعْ ..

وبَنَتْها من قلوبٍ وضلوعْ ..

وسَقَتْها من دماءٍ ودموعْ ..

سوف تبقى شامخاتٍ في بلادي ..

تكتمُ الأنفاسَ في صدرِ الأعادي ..

 

ها هي الأيام تستدير كهيئتها أيام الإستبداد، و ها هم الثوار الديسمبريون يعودون لاستخدام المتاريس دروعاً لحماية أنفسهم في مواجهة القمع المفرط الذي تمارسه سلطة إنقلاب ٢٥ أكتوبر الغاشمة التي سفكت دماء أكثر من سبعين شهيداً و عدداً كبيراً من الجرحى .. في هذا السياق سنظلُّ نُرَدِّد أنّ المجد للمتاريس و لمن شيّدوا المتاريس دفاعاً عن أنفسهم وسلميتهم، و عن حقِّ شعبهم في وطنٍ حُرٍّ وحياةٍ كريمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.