حركة “تمازج” تحتج على “إقصائها” وتهدد بالعودة إلى الحرب في دارفور
الخرطوم ــ السودان نت
هددت حركة مسلحة موقعة على اتفاق جوبا للسلام في السودان، بالعودة إلى الحرب وتحويل إقليم دارفور إلى بؤرة صراع من جديد؛ بسبب ما وصفته بالإقصاء والتجاوزات لنصوص الاتفاق.
وقال عضو المكتب القيادي في حركة الجبهة الثالثة ”تمازج“ مختار فضيل، لـ“إرم نيوز“، إن الحركة تم إقصاؤها واستبعادها من اجتماع المجلس الأعلى للسلام والأمن، الذي عقد، يوم أمس الأربعاء، في مدينة الفاشر شمال دارفور، بالرغم من أنها عضو في المجلس بمرسوم دستوري.
وأوضح أن الحركة، الموقعة ضمن تحالف الجبهة الثورية على ”اتفاق جوبا“ للسلام مع الحكومة السودانية، لا تستبعد وجود نية مبيتة من الحكومة وراء استبعادها من اجتماع المجلس الأعلى للسلام، وتابع: ”ربما تخطط لتحميلنا مسؤولية الانتهاكات التي وقعت خلال الأيام الماضية“.
وأصدر المجلس الأعلى للسلام، عقب اجتماعه أمس في الفاشر، جملة قرارات، بينها تفريغ المدن من الوجود العسكري، وتجميع قوات الحركات المسلحة في معسكرات مخصصة للترتيبات الأمنية.
وشدد رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان على ضرورة خروج عناصر الحركات المسلحة من المدن في مدة أقصاها أسبوع، قائلاً إن السلطات بعدها ستتعامل بحسم مع أي مظاهر مسلحة.
وأصدرت حركة ”تمازج“، يوم أمس الأربعاء، بيانا حذرت فيه من مغبة تجاوزها وإدراج حقوقها ضمن حصة فئة أخرى وصفتها ”بالإقصائية، وتسعى لامتلاك زمام الأمور، وتسيّر مجتمع دارفور كما يحلو لها“، وأكد البيان أن مالآت هذه التصرفات ستدخل الإقليم وأهله في انقسامات لن تتيح فرصة للوحدة والتنمية المستدامة.
وتابع: ”بعد مشاورات قررنا إمهال الحكومة مدة 24 ساعة لإيجاد حلول جذرية، وإلا فإن الخيارات ستكون أمامنا مفتوحة والعواقب ستزداد، وسيتحول إقليم دارفور إلى بؤرة صراع بسبب فئات تريد إقصاء مكون فعال وله شرعية دولية“.
وأوضح البيان أن ”اتفاق جوبا لسلام السودان ساهم في وقف الحرب التي ظلت مشتعلة لسنوات عديدة، لكن اليوم ظهرت النوايا وبدأت الصفوف تتمايز، وبعض القوى السياسية ورفاق النضال الطويل يدبرون المكائد ويشعلون الفتنة، وهم على دراية ويقين بأنهم لن ينجحوا في إدارة البلاد بالصورة المثلى التي تحقق مطالب أهل الهامش“.
وحركة ”الجبهة الثالثة – تمازج“ هي واحدة من الحركات المسلحة المنضوية تحت تحالف الجبهة الثورية، انشقت من الحركة الشعبية لتحرير السودان، وهي تضم مجموعة مقاتلين من أبناء الشريط الحدودي مع دولة جنوب السودان، ولها بروتوكول أمني منفصل من مسار دارفور في الاتفاق.
وما زال إقليم دارفور غربي السودان يعاني التوترات الأمنية، والفلتان الأمني الذي عادة ما يبدأ بحوادث قتل فردية، ويتطور إلى تحشيد قبلي ينتهي بمقتل العشرات من المواطنين، حيث قتِل الأسبوع الماضي 5 أشخاص وأصيب 4 آخرون بجروح وصفت بالخطيرة، برصاص مسلحين قرب مدينة الفاشر.
ونصت اتفاقية جوبا للسلام، الموقعة بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية في أكتوبر 2020، على إنشاء قوة أمنية مشتركة قوامها 12 ألف ضابط وجندي من القوات النظامية وقوات حركات الكفاح المسلح، لحماية المدنيين وإعادة الاستقرار في إقليم دارفور.
وكانت الحكومة السودانية قررت، في ديسمبر الماضي، تشكيل قوة عسكرية رادعة ذات مهام خاصة، من الجيش، والدعم السريع، وقوات الكفاح المسلح، والأمن، والمخابرات العامة، والشرطة، تحت قيادة مشتركة متقدمة مقرها مدينة الفاشر؛ لحسم الفلتان الأمني في الإقليم.