إعترافات بمناسبة فالنتاين

0 89

كتب: جعفر عباس

.

اعتقد ان الفلس حصنني من الشواكيش في الجامعة، فالحب في الجامعة محتاج “صرف”: ميرندا وبيبسي وسندويتشات ويمكن آيسكريم وهدايا وانا حي الله اهلي كانوا يعطوني مصروفا شهريا يكفي لوازم الغسيل والكي وربما السينما مرة في الأسبوع وكانت الجامعة تعطيني بيرساري (منحة مالية شهرية) 150 قرش لممارسة الترف على خفيف.

في وادي سيدنا الثانوية كان عندي صديق بسيط وطيب، كان ينشر في كل مجلة وجريدة انه من هواة المراسلة، وفعلا كان يستقبل كثيرا من الرسائل أسبوعيا ولكنه كان يعبر عن حزنه لأنه لا يتلقى رسائل من البنات، ولأنني كنت أحبه فقد قررت ان أجعله “يقع في حبي”، وهكذا بدأت اراسله منتحلا اسما نسائيا، وكي لا يكشف امري من خطي فقد كنت اتعمد الكتابة بخط شين لأن خط البنات عموما شين، واي بنت خطها جميل عليها ان تقوم بفحص هرموني، وكان يرسل خطابات الرد الى العنوان الوهمي الذي زودته به فاكتب اليه شاكيا من انه لا يراسلني، وهكذا لم يجد صاحبي حلا سوى اللقاء، فوافقت باسم البنت على ان نلتقي في ميدان الأمم المتحدة (مول الواحة حاليا) في منتصف نهار يوم جمعة لأضمن ان أكون في الخرطوم في ذلك اليوم، وقبل الموعد المحدد جلست خلف بص معطل وراقبت الميدان وجاء صاحبي ووقف في قلب الميدان والشمس مصوبة الى نافوخه، وغادرت المكان، وصارحته بالحاصل بعد دخولنا جامعة الخرطوم وكان وقتها قد وجد حبيبة حقيقية، فاشتعلت الغيرة في نفسي، وهددته بفضحه ما لم يتكفل بفطوري مع البيبسي لمدة شهر كامل وقد كان.

كان لي زميل في جامعة الخرطوم (انتقال الى رحمة مولاه في سن مبكرة) يحب زميلة قبطية حبا صادقا وتبادله الحب، وبعد التخرج خطط للزواج بها، ولكنه كان يتخوف من ان أهلها قد لا يقبلون بتلك الزيجة، وفي تلك الأيام توالت تقارير عن مشاهدة المسيح ومريم العذراء في كنائس في مصر واسبانيا، فقلت لصاحبي: ما عندك حل غير تشوف العذراء او المسيح، ووضعنا الخطة وذهبنا الى قبالة كنيسة كل القديسين الملاصقة للقصر الجمهوري، وصرنا نصيح للفت الانتباه: لا حول ولا قوة الا بالله.. لا إله إلا الله.. شوفوا السيدة مريم، وكان من يمرون بنا يعتبروننا مجانين وفجأة وجدنا أنفسنا محاصرين بثلاثة عتاولة “قبقبونا”، وكانوا من جهاز الأمن وما لم نكن نعرفه وقتها هو ان الكنيسة لم تعد “كنيسة” بل صارت تابعة للقصر، وأدركنا اننا في حيص بيص، وبسرعة اعترفنا بالمخطط الغبي، فضحك ثلاثتهم وقال أحدهم: لو أصلا انتو ما أغبياء، لما تشوفوا مريم ترددوا شهادة الإسلام وعايزين تكسبوا قلوب عائلة قبطية.

(القبطية تزوجت بمسيحي بعد ان هاجرت الى استراليا).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.