صوب الاضراب والعصيان لاسقاط الانقلاب

0 74

كتب: تاج السر عثمان بابو 

.

1. يستمر التراكم الكمي للمقاومة الجماهيرية صوب الاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط الانقلاب والسير بالثورة حنى تحقيق أهدافها ، كما في داخل وخارج السودان بمختلف الأشكال مثل : المليونيات من لجان المقاومة والوقفات الاحتجاجية من أجل اطلاق سراح المعتقلين ، اسر الشهداء ، واعتصامات اليوم الواحد ، ومقاومة مواطني دارفور للانتهاكات من الجنجويد والحركات المسلحة ، وتصاعد العنف كما : المعارك القبلية ، والهجمات المسلحة ، وحالات الاغتصاب ، والمليونيات ضد الانقلاب العسكري ، ومواكب السودانيين بالخارج واستمراراها في محاصرة سفارات الدول التي دبرت الانقلاب العسكري ودعمته ، ومن أجل محاكمة مجرمي الحرب وقتل المتظاهرين السلميين واطلاق سراح المعتقلين ، ومقاومة العاملين للزيادات في الأسعار وتآكل الأجور ، والمطالبة بزيادتها كما في المذكرات والاضرابات والوقفات الاحتجاجية ، ومطالب المزارعين بالغاء الزيادات في اسعار الكهرباء ، وتوفير الجازولين ومدخلات الإنتاج ، وتوفير الري بحفر واصلاح الترع ، وأسعار مجزية للمحاصيل ، وتوفير السماد وتمويل الموسم الزراعي وتحميل الحكومة مسؤولية فشل الموسم الزراعي.

هذا فضلا عن ضغوط مصر علي البرهان الذي دعم “ترس الشرق “تمهيدا لانقلابه العسكري المشؤوم، للتراجع عن زيادة الكهرباء لفتح شريان الشمال ، لكن بعد اجتماع البرهان مع مزارعي الشمالية والغاء تعريفة الكهرباء بالقطاعين الزراعي والسكني ، الا أن “الترس” تمسك ببقية المطالب المشروعة مثل : انسحاب مصر فورا من حلايب وشلاتين وابورماد ونتؤ حلفا ، تطبيق اتفاقية السد العالي بأثر رجعي للكهرباء والتعويضات لأهالي حلفا ، الدفع يتم بالعملة الحرة في رسوم العبور بالطريق ، منع دخول الشاحنات المصرية للأراضي السودانية حتى يتم تفريغها بميناء جاف للشاحنات السودانية ، السماح بتفتيش كل الشاحنات قبل التفريغ فقد ثبت أنها تهرب الذهب والعملة المزورة.

اضافة لمراجعة اتفاقات التعدين ، نصيب للمنطقة من عائده لتنمية المنطقة ، ومراجعة الاتفاقات حول الأراضي بعقود طويلة التي تستنزف المياه الجوفية ، وتصدير كل العائد للخارج ، ولا نصيب ملموس لتنمية المنطقة.

هذا اضافة لتصاعد الدعوات لحماية ثروات البلاد من التهريب كما في الدعوات لقيام “تروس” جديدة في الجنوب والغرب والشرق.

كما تفاقم الصراع والتصدع داخل قوى الانقلاب الدموي كما في محاولة جبريل ابراهيم الهروب من المركب الغارقة بتصريحه : لم نرتب لاعتصام القصر ، وان صادف خلافنا مع” قوي الحرية والتغيير”، وما كنا نظن أن الوضع سيتأزم علينا كما الآن”، علما بأنه مشارك اصيل مع ” الكيزان” في الانقلاب وفي المجازر ضد المواكب السلمية مع قوات الكيزان ، وبقية قوات جوبا ومليشيات الدعم السريع والتي تتحمل مسؤولية الانقلاب الدموي والدمار الي حلّ بالبلاد بعد الانقلاب؟ واذا كان الأمر كذلك لماذا استمر جبريل وزيرا لمالية الانقلاب بعد وقوعه حتى الآن ؟! ، والذي اتخذ اجراءات اقتصادية قاسية كما فعل سلفه عبد الرحيم حمدي لاعتصار الشعب السوداني بزيادة الضرائب والأسعار ، وتمويل القمع الوحشي من جيب المواطن السوداني بعد وقف المساعدات الخارجية.

هذا اضافة للقرار باخراج قوات الحركات خارج المدن ، ومقاومة الحركات لذلك ، وتساؤلهم لماذا يخرجون وحدهم ، ولا تخرج معهم مليشيات حميدتي ، اضافة للضغوط العالمية والمحلية لاعتبار مليشيات وجيوش الحركات ارهابية ، كما في تقرير مجلس الأمن الأخير عن مشاركة حركات سلام جوبا في الحرب الليبية كمرتزقة ودفع الإمارات أموال لهم عن طريق حفتر، اضافة لتورطها في جرائم ابادة جماعية وتهريب للبشر والذهب والاسلحة ، والاستيلاء علي مناجم الذهب ، وفرض اتاوات علي المعدنين في اراضيها المحتلة ، كما جاء في تقرير مجلس الأمن.

هذا اضافة لحديث مناوي بعد تفاقم أزمة الانقلاب الذي كشف المستور عن الاتفاق تحت الطاولة في مفاوضات جوبا حول تجميد العسكر للآتي : تسليم السلطة للمدنيين ، عدم ولاية المالية لشركات الجيش والدعم السريع والشرطة والأمن ، عدم تفكيك التمكين ، وعدم تسليم المطلبين للمحكمة الجنائية ، وعدم فتح ملف مجزرة فض الاعتصام . الخ ، حقا لقد فتح الانقلاب الذي شاركوا فيه نار جهنم عليهم ، فاقبل بعضهم علي بعض يتلاومون.

2 . اضافة للاستنكار والرفض الجماهيري الواسع للزيادات الكبيرة في اسعار الكهرباء والوقود والدقيق والضرائب والجبايات والخدمات الصحية ، واسعار الدواء بعد رفع الرسوم الإدارية للأدوية 1000% ، وانعدام الأدوية المنقذة للحياة والانسولين وأدوية السرطان ، والزيادات في اسعار ايجارات العقارات ، مما يجعل العلاج حصرا علي الأغنياء ، ورفع الدولة يدها عن التعليم والصحة تنفيذا لتوصيات صندوق النقد الدولي ، اضافة للزيادات في غاز الطهي للمرة الثالثة خلال اسبوعين بنسبة أكثر من 100% (ارتفع سعر الانبوبة من 1500 جنية الي 3200 جنية) ، وتأثير تجميد الدعم الدولي في ندرة الدولار ، وتجميد بنك السودان لحسابات أكثر من 200 من المصدرين لفشلهم في ايداع الايرادات محليا.

كما تصاعد الاستنكار للقمع الوحشي للتجمعات السلمية ، وزاد من غضب الجماهير عودة الفلول للخدمة المدنية ، وللأمن ومشاركنهم في القمع والتعذيب الوحشي ، وعودة الأموال التي نهبوها لهم !! وعودة بيوت الأشباح سيئة السمعة ، بعد أن اوقف الانقلاب العسكري برنامج بيوت الأشباح الذي كشف لشعبنا الجرائم ضد الانسانية في التعذيب الوحشي للمعتقلين السياسيين . فقد أدي القمع الوحشي للمواكب السلمية الي استشهاد (82) شهيدا ، واصابة أكثر من (2600) ثائر ، واعتقال المئات ، ومازال أكثر من (107) معتقل في سجن سوبا ، وربك ، وسجن ام درمان غيرها في ظروف حبس غير انسانية ، فقد دخل المعتقلون في سجن سوبا في اضراب عن الطعام احتجاجا علي الاعتقال دون توجيه تهمة ، ومن نفس الأشخاص الخطأ الذين ثار ضدهم الشعب في ديسمبر 2018م ، اضافة لعدم الأمن وتزايد حالات النهب لممتلكات الناس والدولة من القوات التي ترتدي زي قوات الحركات والمليشيات.

كما استمر القمع الوحشي للمواكب السلمية كما في مليونية 20 فبراير التي واجهتها قوات الاحتلال بالقمع المفرط بالغاز المسيل للدموع والدهس بالتاتشرات مما أدي لاستشهاد المواطن فيصل عبد الرحمن (51 سنة) بمستشفي بحري ، واصابة أكثر من (63) من الاصابات بمدينة الخرطوم ومازال الحصر جاريا في بقية المدن فضلا عن اعتقال العشرات ، وضرب بعض المنازل بالبمبان مما أدي لحرقها.

3 . تفاقمت عزلة الانقلاب داخليا وخارجيا كما في الحصار الاقتصادي ، واستبعاد حكومة السودان من قمة بروكسل الافريقية المشتركة مع حكومة الاتحاد الاوربي بسبب تجميد عضوية السودان في الاتحاد الافريقي ، اضافة لما جاء في الأخبار عن دعوة حميدتي لزيارة روسيا لمناقشة ملفات القاعدة العسكرية بالبحر الأحمر ومرتوقة (فاغنر) ، وتقوية مليشيا الدعم السريع ، مما اثار حفيظة أمريكا التي صرحت أنها سوف تعتبر مليشيات الدعم السريع حركات ارهابية ، في صراعها للنفوذ في القرن الأفريقي والبحر الأحمر مع روسيا . اضافة للاستنكار الواسع من جماهير شعبنا لاستمرار تصدير الجنود المرتزقة لحرب اليمن ، ودور مليشيات الدعم السريع في تهريب الذهب الي الامارات ، وتسليح الامارات لها عسكريا ودعمها ماليا لاستمرار تصدير المرتزقة وتأمين نفوذ الامارات والسعودية علي ساحل اليمن وشرق ووسط افريقيا ، والعمل علي تفكيك الجيش السوداني لتحل محله قوات الدعم السريع ، لتأمين احتلال البلاد ونهب اراضيها وثرواتها من الذهب مياهه الجوفية.

4 . وأخيرا ، مما سبق يتضح تراكم المقاومة الجماعية المتصاعدة يوميا نتيجة لسياسة الانقلاب القمعية والاقتصادية والنهب لممتلكات وثروات البلاد ، ارتهان قوات الانقلاب للخارج في تصدير المرتزقة ونهب الذهب ، مما ادي لوصفها بقوات الاحتلال التي تخدم أهدافا خارجية تتعارض مع مصالح شعب السودان وسيادته الوطنية، مما يتطلب اقصي درجات التصعيد والتنظيم في مجالات السكن والعمل والدراسة ، وتمتين لجان المقاومة وتوسيعها في تلك المجالات ، وقيام الجمعيات العمومية لانتخاب لجان التسيير والاتحادات والنقابات للدفاع عن مطالب العاملين والمزارعين والطلاب والوظفين والمهنيين والرعاة. الخ.

هذا اضافة لضرورة اوسع احتفال جماهيري بمختلف الاشكال بمناسبة (8) مارس يوم المرأة العالمي ، يؤكد دورها في ثورة ديسمبر وجسارتها وصمودها ضد كل اشكال القمع ، ومواصلة نضالها لتحقيق مطالبها.

فضلا عن الاستعداد للاحتفال بذكري انتفاضة 6 أبريل والذكري الرابعة لاعتصام القيادة العامة بمختلف الاشكال في وجهة أوسع نهوض جماهيري ضد الانقلاب ، ومواصلة الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات والمواكب والمذكرات والعرائض ، وتمتين اوسع تحالف لقوى الثورة ، وقيام المركز الموحد والميثاق لاسقاط الانقلاب ، ومواصلة التراكم الجماهيري حتى الانتفاضة الشعبية الشاملة والاضراب السياسي والعصيان المدني لاسقاط الانقلاب وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي، ومواصلة الثورة حتي تحقيق أهدافها ، والاستفادة من دروس انتكاسة ثورة اكتوبر 1964 ، وانتفاضة ابريل 1985 ، والجولة الأولي من ثورة ديسمبر التي انقلب عليها العسكر.

المجد والخلود للشهداء ، عاجل الشفاء للجرحي ، الحرية لكل المعتقلين ، وعودا حميدا للمفقودين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.