على طريق التحرر الوطني

0 53
كتب: كمال كرار
.
من التبعية إلى التبعية على حد قول الدكتور علي عبد القادر ظلت بلادنا خاضعة للاستعمار الحديث مرة، وللاستعمار الأحدث المسمى (النيوليبرالية) مرة، منذ الاستقلال وإلى انقلاب البرهان.
ومنذ ذلك الوقت كانت القوى الثورية المخلصة للوطن تقصى عمدًا ومع سبق الإصرار عن السلطة، والمشهد السياسي عمومًا.
ولماذا؟ لأن لعبة المصالح الطبقية والسياسية، والأوامر التي تأتي من الخارج تتطلب ذلك.
وأرادت هذه القوى العميلة حتى بعد ثورة ديسمبر أن تمضي في ذات الطريق.. وجاء الانقلاب ليقضي على ما تبقي من ثورة ديسمبر.
ونسي هؤلاء معادلة (الدولة والثورة)، فالقوى الثورية الآن ليست حملانًا في غابة المرفعين.
ولأن همها الوطن والشعب اندفعت بكلياتها نحو الشارع وضد الانقلاب الثوري، وهي واثقة من استرداد الثورة وهزيمة الطغاة بسلاحها المجرب، المظاهرات والمواكب والتتريس وصولًا للإضراب السياسي الشامل..
ورغم أرتال الشهداء فهي مصممة على إنجاز واجبها الثوري..
وهي بالأمس أكملت ميثاقها (سلطة الشعب)، وهو برنامج الدولة الثورية الانتقالية..
وعلى الأقل حتى الآن فليس هنالك تباينات تذكر بين المواثيق المتعددة التي طرحتها قوى أخرى من قبل كالحزب الشيوعي وتجمع المهنيين والتحالف الاقتصادي لقوى ثورة ديسمبر وتجمع الأجسام المطلبية وغيرها..
ها هو المركز الواحد الموحد يتشكل، ليخرج السودان من التبعية المذلة إلى الدولة الوطنية الديمقراطية الحرة..
دولة المواطنة والحقوق المتساوية، دولة المساواة والعدل.. دولة (عندك خت ما عندك شيل).. دولة الوفاء للشهداء.
من أراد هذا السودان الحر فليتقدم نحو المركز الواحد الثوري، ومن أراد اللعب علي الحبلين والتماهي مع العسكر والخضوع للأجندة الأجنبية فهو (مكنوس)، إلى مزابل التاريخ..
والثورة ثورة شعب،
والسلطة سلطة شعب،
والعسكر للثكنات…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.