تحليل نفسي لخطاب القوى الديموقراطية

0 80
كتب: فايز السليك
.
قبل يومين انزلقت بعض عناصر قوى الحرية والتغيير،، في الترويج لشائعة تخدم الانقلابيين، صدقت الكوادر، وكتبت ثم روَّجت لما كانت ولا تزال تتمنى حدوثه، كانت الشائعة عن مشاركة قادة الحزب الشبوعي في افطار الانقلابيين.
تسرًَع كثيرون في الكتابة والترويج لإشاعة تلبية السكرتير العام للحزب الشيوعي المهندس الخطيب، والقيادي صديق يوسف، دعوة الفريق ياسر العطا، لتناول افطار رمضاني بحضور،البرهان.
لم يوضح ناقلوا الخبر مصدرهم، بل أن البعض استنتج الخبر من كلمة الفريق العطا، التي اشار فيها الى عدة أسماء، ووصفهم كحكماء، وذكر العطا من بينهم الخطيب.
كتب كثيرون وكثيرات ما يتمنون حدوثه برغم أن بين الذين ذكرت أسماؤهم القيادي في الحرية والتغيير الأستاذ علي السنهوري، نعم حركهم/ن لاشعورهم، او عقلهم/ن الباطن، أو فلنقل التفكير الرغبوي، لتصديق ما يودون حدوثه، بنى رغباتهم على أشواق بأن يتورط الحزب الشيوعي مع سابق الاصرار والترصد .
التفكير الرغائبي في تعريفات علم النفس انه تفكير تمني وأحلام وأشواق واعتقادات خاطئة، ((هو تكوين الاعتقادات واتخاذ القرارات القائمة على رغبات الفرد بتمني ما يريده عوضًا عن التفكير الذي يستند إلى الأدلة أو العقلانية أو الواقعية)).
في ذات السياق، لم تكن القيادية الشيوعية الاستاذة آمال الزين، بعيدة عن شيطنة المختلف ولو كان معتقلا سياسيا! رددت الزين ذات مزاعم الانقلابيين حول اعتقال خالد عمر، ود الفكي، وجدي صالح، الطيب عثمان، عبد الله سليمان وآخرون. لم تفكر القيادية الشيوعية في أن كثيرا ما يلتف الطغاة حول حقوق الانسان وحرية التعبير باتخاذ تدابير ظاهرها القانون وباطنها التشفي وتصفية الحسابات.
الجميع يدرك أن الاعتقال كان لأسباب سياسية وان تغطت بمزاعم القانون! لكن السيدة آمال الزين غرقت في تفكيرها الرغبوي، وجنحت نحو ترويج رواية الطغاة واسقاط الوجه السياسي في القضية، ولو كنا نصدق رواياتهم لاقتنعنا بأن قضايا مثل قضية الطالب عاصم عمر، و قضية عضو لجان المقاومة توباك، كانت قضايا قانونية بحتة.
ليس بعيداً عن ذلك، بل فأننا سوف نعتبر اعتقال المناضلة الشيوعية أميرة عثمان لم يكن اعتقالاً سياسياً، ولصدقنا مزاعم الانقلابيين.
لماذا نريد تصديق رواية مشاركة الخطيب، وعم صديق، في افطار العطا؟ وفي نفس الاتجاه، لماذا تريد الأستاذة آمال، وهي القيادية تطبيع مزاعم الانقلابيين؟ يا سادتي وسيداتي، قاوموا التفكير الرغبوي، اقهروا نزعات تحقيق الانتصارات الصغيرة، أتركوا عمليات ترصد أخطاء المختلفين معنا، و تصيد أخطاءهم.
دعونا نركز في النصف المليان من الكوب، وهذا لا يعني اغماض العين عن الأخطاء، أو السكوت عن ما نراه تقصيرا، او عجزاً.
المؤكد أن اختلاف الآراء وتفسير المواقف يعد جزء من الممارسة الديموقراطية، بشرط أن تتم هذه الممارسة دون تخوين من غير أدلة، أو اقامة حفلات شواء اسفيرية لمجرد اختلافات التقدير، أو انطلاقاً من شخصنة في أجواء مشحونة بالتوتر، ومحقونة بالمشاعر السلبية والعداء والكراهية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.