البرهان و حميدتي دولتان داخل دولة ..

0 64
كتب: ذوالنون سليمان
.
بعيدًا عن فحوي خطابي السيد اسياسي افورقي رئيس الوزراء الارتيري لرئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان حمدتي وأهميته في هذه المرحلة الحساسة التي كل مؤشراتها تنذر بتجدد القتال المسلح بشرق السودان في حروب الوكالة والاستنزاف مثلما كان يحدث أيام نظام البشير .ولكن ما يثير الدهشة ويدعو للانتباه هو إرسال خطابين رئاسيين منفصلين من رئيس دولة لرئيس دولة أخري ونائبه في وقت واحد وحول موضوع واحد !
لن ادعي إلمامي الكامل بالعرف الدبلوماسي والبرتوكول الرئاسي ولكن ماحدث أمر يخالف ماجرت عليه العادة في فن العلاقات والمكاتبات الدولية، وبالتأكيد لم يكن خطأً برتوكولي من دولة عرفت بدقتها ورصانتها وإرثها الدبلوماسي المستند علي نظام حكم واحد لاكثر من لاكثر من ثلاثة عقود.
ما حدث يحضنا للتصالح مع منطق الخطاب وتسليمنا بواقع الدولة السودانية وذلك بأننا أمام سلطتين مستقلتين بكامل صلاحيتهم وتأثيرهم داخل الدولة أحداها برئاسة البرهان الذي يمثل القوات المسلحة المؤسسة العسكرية التقليدية والاخري برئاسة نائبه حميدتي والذي يعبر عن مصالح قوات الدعم السريع المؤسسة العسكرية الحديثة التكوين ، وكلاهما بشركائهم المحليين والإقليميين وحواضنهم ،الأمر الذي يضعنا أمام حقيقة أخري تتعلق بمصير الاستقرار والانتقال الذي تتنازع فيه النفوذ والسيطرة السياسية القوي العسكرية العسكرية من جهة والقوي المدنية والعسكرية من جهة أخري .
هذه الحقيقة التي يتعمد البعض تجاهلها في رحلة البحث عن استقرار السودان هي المهدد الأكبر لكل مبادرات أزمتنا الوطنية الراهنة وخطاب الرئيس الارتيري هو الناقوس الذي يجب أن ينتبه له السودانيين حول مستقبل شرقهم ودولتهم .
تحتاج القوي السياسية السودانية لقراءة فاحصة لحقيقة وضع الدولة السودانية والتعاطي مع قضايا الانتقال والاستقرار السياسي وفق مخاطر مستقبل الدولة وعدم إضاعة الزمن الوطني في ثلاثية الآلية ورباعيات الخيام .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.