يوم أفريقيا

0 78
كتب: عمر الدقير
.
تحتفي قارتنا السمراء أفريقيا، اليوم، بعيدها السنوي – ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الافريقية “الاتحاد الأفريقي حالياً” في ٢٥ مايو ١٩٦٣ – ولا تزال التحديات التي واجهت الآباء المؤسسين والأجيال التي تصدت لمهمة التحرر الوطني، شاخصة أمام الشعوب الأفريقية ومن بينها قضايا الديمقراطية واستقلال القرار الوطني والتنمية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وإدارة التنوع من خلال الحكم الرشيد الذي يضع حداً للنزاعات العنيفة وإراقة الدماء ويحقق السلام المستدام، إلى جانب قضايا المرأة والشباب بأبعادها المختلفة، ومعاناة ملايين الأفارقة من الفقر والبطالة ونقص السكن اللائق والتعليم الأساسي والرعاية الطبية .. وكلها قضايا تتطلب تضافر جهود شعوب القارة وتكاملها للتغلب عليها.
وغنيٌّ عن القول أن قارتنا الأم، بمساحات دولها الواسعة ومناخاتها المتنوعة ومواردها الطبيعية الهائلة غير المستغلة ونسبة سكانها الغالبة من الشباب، تمتلك ممكنات النهوض الاقتصادي واستكمال تحررها الوطني بالتخلص من ثلاثية الجهل والفقر والمرض، وذلك يستدعي مواصلة النضال الوطني في كل بلدانها لإفراز مؤسسات حكم ديموقراطية تُعبِّر عن إرادة الشعوب وتمضي معها إلى رحاب الحرية والسلام والعدالة والتنمية والرفاه والاستقرار.
يأتي يوم أفريقيا هذا العام والشعب السوداني مرزوءٌ بانقلاب ٢٥ أكتوبر الذي قطع طريق التحول المدني الديموقراطي ووضع البلاد على شفا جرفٍ هار، ولكنه لم يفلح في إجبار شعبنا على التسليم له أو كسر شوكة مقاومته السلمية رغم إيغاله في القمع والبطش.
فلنستلهم روح أسلافنا الأفارقة – الذين نهضوا ضد الاستعمار وهزموه بوحدة إرادتهم وتماسك صفوفهم في جبهات التحرر الوطني – بتوحيد قوى الثورة وتماسك صفوفها في جبهة عريضة، برؤية مشتركة، لإنهاء الانقلاب واسترداد مسار التحول المدني الديموقراطي على أُسُسٍ سليمة تضع بلادنا على درب البناء الوطني بقيادة مؤسسات حكمٍ تمثل الإرادة العامة ويتم تداولها سلمياً بأمر هذه الإرادة.
بمناسبة يوم أفريقيا، كل عام وقارتنا بخير.
أمدرمان – ٢٥ مايو ٢٠٢٢

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.