قائد الانقلإب وخطاب مقولب

0 66
كتب: جعفر عباس
.
فرغ عبد الفتاح البرهان قائد انقلاب 3 يونيو 2019 و25 أكتوبر 2021 من ألقاء خطاب عبر التلفزيون السوداني، و”نفس الزول الكاتل ولدك” ترحم مرة أخرى على الشهداء وتحسر على إزهاق الأرواح، ثم أعلن ان المؤسسة العسكرية قررت عدم المشاركة في المفاوضات التي ترعاها الآلية الثلاثية “وذلك لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية والمكونات الوطنية الأخرى من الجلوس وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة تتولى إكمال مطلوبات الفترة الانتقالية”.
ودعا البرهان تلك المكونات “أن تُنخرط في حوار فوري يعيد وحدة الشعب السوداني.
ويعيد الجميع إلى مسـار التحول والانتقال الديمقراطـي، مؤكدا أن القوات المسلحة لـــــن تكــــــون مطيـــــــــة لأي جهــــــة سياسيـــة للوصول لحكم البلاد وأنهـــــــــــــــا تلتـــــــــــــزم بتنفيـــــــــذ مخرجــــــــــــــات هــــــــــــذا الحــــــــــــــوار”.
وأضاف أنه و”بعد تشكيل الحكومة التنفيذية سيتم حل مجلس السيادة وتشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة من القوات المسلحة والدعم السريع يتولى القيادة العليا للقوات النظامية ويكون مسئولاً عن مهام الأمن والدفاع وما يتعلق بها من مسئوليات تستكمــــل مهامــــــــه بالاتفاق مـــــــــع الحكومــــــة التــــي يتـــــم تشكيلهــا “.
هذا الخطاب لا يخلو من غموض: هل يقصد انه ومعه عسكر مجلس السيادة لم يعودوا طرفا في الصراع السياسي الراهن وان أمر التوافق على شكل الحكم الانتقالي متروك فقط للقوى المدنية؟ ثم عندما يقول ان المؤسسة العسكرية قررت كذا وكذا أليس هذا اعترافا بأننا تحت حكم طغمة عسكرية انقلابية؟ وعندما يقول ان تحولات كبيرة ستحدث بعد تشكيل الحكومة فإن هذا يعني انه لا يعتبر الطراطير الجالسين في القصر والوزارات الآن لا يمثلون “حكومة”؟ ثم أن يضع الدعم السريع في كفة واحدة مع القوات المسلحة يعني ان الحديث عن كونها جزء من القوات المسلحة أكذوبة ويكرس في نفس الوقت الشرخ بين الجيش ومليشيا الدعم السريع!! ولاحظ أيضا ان الدعم السريع سيكون مع القوات المسلحة سلطة فوق الشرطة وجهاز الأمن والمخابرات.
وستبدي لنا الأيام القليلة المقبلة ما نجهله في الوقت الراهن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.